أنابيب النحاس تساعد في مكافحة الجراثيم

الالتهابات تسبب خسائر بمليارات الدولارات لشركات التأمين

TT

عرف الأغريق القدماء قبل غيرهم فاعلية النحاس في مكافحة الجراثيم والتلوث، لكن عيادة اسكليبيوس الألمانية في هامبورغ توصلت الآن لإثبات ذلك مختبريا، وتنصح لذلك بلدان العالم الثالث باستخدام أنابيب النحاس لمد شبكات المياه.

وتوصل الاطباء الألمان إلى هذه النتائج عند فحصهم لدور المواد المعدنية في تقليل حالات الالتهابات والعدوى في المستشفيات. إذ تفيد إحصائية وزارة الصحة الألمانية بأن نصف مليون إنسان يتعرضون للالتهابات بسبب التلوث في المستشفيات سنويا. ويقدر المركز الأوروبي للوقاية من الالتهابات عدد هذه الإصابات في دول الاتحاد الأوروبي بأكثر من 3 ملايين حالة سنويا. وتنتهي 50 ألف حالة سنويا منها بموت المريض، وخصوصا بين المرضى المسنين والأطفال وضعيفي المناعة. وثبت من التجارب أن استخدام الأدوات والسطوح النحاسية ينفع في تطهير المستشفيات حينما لا تنفع المواد المطهرة وحدها، إذ لا تنتقل العدوى داخل المستشفيات بسبب التماس اليدوي أو عبر الجهاز التنفسي وإنما أيضا من خلال تداول المواد والأدوات المعدنية المستخدمة يوميا مثل حاملات الأمصال والأدوات الجراحية وقبضات الأبواب وأزرار المصابيح الكهربائية وغيرها. وتعتبر قبضات الأبواب وأزرار المصابيح من أهم أسباب التلوث في المستشفيات الألمانية. وأثبتت الفحوصات المجهرية أن 99.9% من المكروبات، وحتى بعض أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التقليدية، مثل الستافيلوكوكوس اوريليوس، تموت على سطوح قبضات الأبواب النحاسية خلال بعض دقائق إلى ساعتين. هذا بينما تعيش نفس أنواع البكتيريا على السطوح المعدنية الأخرى لفترة 3 أيام كمعدل.

وذكر انطون كلاسرت، من معهد النحاس الألماني، أن البشرية على خبرة مع قدرات النحاس المضادة للبكتيريا منذ العصر النحاسي قبل آلاف السنين، إلا أن أحدا لم يهتم كفاية بالبحث عن سر ذلك. ويخطط المعهد مع عيادة اسكليبيوس الهمبورغية للانتهاء من التجارب وعرض كافة النتائج عام 2011. وتتواصل في اسكليبيوس حاليا تجارب دولية مدعومة من الأمم المتحدة من أجل تقصي قدرات الآيونات النحاسية على تعقيم المياه والعمل ضد البكتيريا الشرسة التي تبدي مقاومة مستمرة للمضادات الحيوية الجديدة. وأشار الدكتور يورغ براون، من عيادة اسكليبيوس، إلى أن الالتهابات التي تحدث داخل المستشفيات تثقل ميزانيات شركات التأمين بالمليارات من اليوروات سنويا، وتؤدي هذه الالتهابات إلى بقاء المريض لأربعة ايام إضافية في المستشفى كمعدل.