يا نساء أستراليا.. احذرن «الديدجيريدو»

أكاديمية لتعليم السكان الأصليين تربط بين الآلة الموسيقية وفقدان الخصوبة

TT

قد لا تكون بشهرة جسر ميناء سيدني الحديدي أو حيوان الكنغر ـ أو الكانغارو ـ الذي غدا تقريباً رمزاً وطنياً لأستراليا، لكنها تعد حقاً الآلة الموسيقية التي التصقت بسكان أستراليا الأصليين عبر التاريخ.

إنها «الديدجيريدو»، آلة النفخ البسيطة التي ترسل أصداء إيقاعية رتيبة بعض الشيء، التي غدت بشكلها الأنبوبي الخشبي البسيط خلال العقود منظراً مألوفاً للسياح الذين يزورون أستراليا، وكذلك في كبريات المدن العالمية التي تستضيف مناسبات ثقافية وفولكلورية من أصغر قارات العالم المأهولة. والواقع أن نفخ «الديدجيريدو» التي قد يصل طولها إلى ثلاثة أمتار يحتاج لأنفاس قوية بجانب الإحساس بالإيقاع التقليدي لموسيقى الأستراليين الأصليين، لكن البعض، على ما يبدو اكتشف فيها جانباً آخر كان خفياً على عامة الناس. فحسب وكالات الأنباء المحلية والعالمية، أثار كتاب نشرته أخيراً دار هاربر كولينز العالمية ضجة في أستراليا عندما شجع الفتيات على العزف على «الديدجيريدو»، وجاء الرد عليه عنيفاً وتحذيرياً من أوساط السكان الأصليين يشمل القول إن عزف الفتيات على الآلة يؤدي إلى فقدانهن خصوبتهن. بل حذّر مسؤول في أكاديمية تعليمية للسكان الاصليين من أن مجرد لمس الآلة يمكن أن يؤدي إلى فقدان المرأة خصوبتها، ودعا إلى حظر الكتاب فوراً بحجة أنه ينطوي على إهانة لثقافة السكان الاصليين. كذلك وصفت كاتبة مرموقة من السكان الاصليين ما جاء في الكتاب بأنه «هراء» ويشكل «صفعة على وجه السكان الاصليين». ولكن بالرغم من رد الفعل الغاضب هذا دافعت ناطقة باسم دار النشر عن طبع الكتاب ونشره، مشيرة إلى أن السكان الأصليين شجعوا إبنتها على العزف «الديدجيريدو» خلال رحلة إلى صخرة أولورو الضخمة (المعروفة أيضاً باسم «آيرز روك») في وسط أستراليا، وهي معلم ذو احترام كبير يصل إلى حدود القداسة عند السكان الأصليين المحليين.