700 ألف ضحايا «التربص» و«القتل بسبب الغيرة» في ألمانيا

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية

TT

ظل دراغو. س، 54 سنة، يترصد صديقته السابقة إيرينا طوال سنتين تلتا انفصالهما بانتظار ضبطها بـ«الجرم المشهود». وعندما فاجأها قبل يومين مع صديقها الجديد في أحد شوارع مدينة دوسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي ووستفاليا بغرب ألمانيا، أرداها قتيلة بعدة طلقات من مسدسه «الكولت»، واستكمل دراغو جريمة «التربص» التي تعني القتل غيرةً، بأن وجه ماسورة مسدسه نحو فمه وأطلق النار.

دفعت هذه الجريمة الشنعاء، التي سبقتها جريمة قتل طالبة جامعية في مطعم بمدينة كولون، السلطات الألمانية إلى مراجعة ملفات القتل التربصي أو الترصدي بسبب الغيرة. وكان القضاء قد واجه مشكلة عويصة لأن جريمة كولون ارتكبها شاب أمضى سنتين في السجن بسبب «تربصه» بحبيبته السابقة ونفذ جريمته بعد أيام قليلة من خروجه من السجن. وتبين من الملفات أن العدد لم يتغير كثيراً رغم تقدم المجتمع وانفتاحه، كما أن الرجال كانوا يشكلون معظم المصابين بهوس الغيرة إلى حد القتل. والملاحظ أن جرائم القتل بسبب الغيرة أقل في الولايات الألمانية الشرقية منها في الغربية، وأن معظمها ارتكب من قبل المتزوجين.

من جهة ثانية، تشير ملفات شرطة مكافحة الإجرام إلى أن عدد ضحايا القتل التربصي أو الترصدي بسب الغيرة بلغ 700 ألف حالة تقريباً منذ الحرب العالمية الثانية. وكانت النساء تشكل 87% من الضحايا، في حين شكّل الرجال 86% من القتلة الغيورين.

وتبين أيضاً أن لا علاقة للوظيفة أو الوعي الاجتماعي أو الحالة المادية بالقتل بسبب الغيرة، لأن الجرائم ارتكبها أطباء ومهندسون واساتذة جامعات وعمال ومتقاعدون وعاطلون عن العمل.. وحتى ضباط ورجال شرطة. وكان دراغو، بطل جريمة القتل الأخيرة، من الميسورين ويملك فيللا في مدينة هامبورغ (بشمال ألمانيا)، وبيتاً في الدومينيكان بجزر الكاريبي، وسلسلة مطاعم في وطنه الأصلي صربيا. وعدا عن غيرته الكبيرة كان دراغو مهوساً بجمع الأسلحة ويحب الصيد وممارسة رياضة التهديف بالمسدس.