ظاهرة البدانة تنجب مواليد عمالقة في ألمانيا

يسميهم العلماء «أطفال السومو»

TT

عبّر الأطباء الألمان عن قلقهم بسبب زيادة نسبة ولادة المواليد العمالقة في ألمانيا بالعلاقة مع انتشار ظاهرة البدانة. ويعتبر الأطباء كل مولود يزيد وزنه عن 4,5 كغم أثناء الولادة عملاقاً شكل وضعه في حالته الجنينية خطراً داهماً على حياة الأم أثناء الحمل وسيشكل خطراً أيضاً على حياته المستقبلية كبالغ.

وقال مستشفى الولادة في أونا (جنوب ألمانيا) إن ولادات المواليد العمالقة في ألمانيا زادت بنسبة 20% خلال السنوات العشر الماضية. وربط الأطباء بين هذه الظاهرة وظاهرة انتشار البدانة بين البالغين والأطفال في العقدين الماضيين. واضطر الأطباء في معظم هذه الحالات لإنقاذ حياة الأم إلى إجراء عمليات جراحية لإخراج المولود، منها العمليات القيصرية. ويرى الباحثون أن الطفل الكبير الحجم يشكل خطرا على حياة الأم أثناء الولادة، لكن الدراسات تشير الآن أيضاً إلى أن الطفل سيعاني مستقبلا من مشاكل صحية منها أمراض السكري وضغط الدم وأمراض القلب والدورة الدموية. وسجل مستشفى أونا ولادة طفل حمل الرقم القياسي الألماني، إذ بلغ وزنه 6180 كغم وطوله 61 سم. وأطلق الأطباء على المولود لقب «طفل السومو» نسبة إلى عمالقة مصارعة «السومو» اليابانية. وذكر الدكتور كينجا هوفوركا أن ولادات «أطفال السومو» صارت تشكل 10% من مجموع الولادات في الدول الصناعية المتقدمة مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا. وتبدو النسبة عالية جداً إلى درجة لافتة في ولاية بافاريا، بجنوب شرقي ألمانيا، المعروفة بالبدانة والإفراط بتناول الشحوم وتعاطي الكحول. ففي بافاريا ترتفع نسبة «أطفال السومو» بنسبة 35% خلال السنتين الماضيتين فقط. ويرى الأطباء أن النسبة تبقى عالية رغم أن وزارة الصحة في بافاريا صارت تصنف المواليد من وزن 3900 غم ضمن فئة المواليد العمالقة في محاولة لتحذير المواطنين.

وذكر هوفوركا أن جسم الأم البدينة يفرز الكثير من الإنسولين، ويتخطى هذا الهورمون المشيمة إلى الجنين لكنه لا يستطيع العودة إلى جسد الأم. وبالتالي يشكل تراكم الإنسولين في جسم الجنين خطراً على حياته كما يتسبب في زيادة وزنه. كذلك تتراكم الشحوم في جسد الجنين النامي في الوسط والرأس وهو ما يشكل خطرا على حياة الأم عند الولادة.

تجدر الإشارة إلى أن الرقم القياسي في ولادة «أطفال السومو» خلال القرن العشرين مسجل باسم طفل ايطالي ولد بوزن 10.2 كغم. أما الرقم القياسي المطلق فسجل في القرن التاسع عشر في كندا (قبل 130 سنة) لمولود بلغ وزنه 10.8 كغم عند الولادة.