العثور في بادية تدمر على آثار نيزك سقط في أستراليا قبل 800 ألف سنة

مع العثور على أقدم مبنى أثري في شمال سورية

TT

تواصل بعثات التنقيب الأثرية العاملة في سورية العثور على كنوز أثرية تحتضنها مناطق مختلفة من البلاد. وخلال الأسبوع أفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء عن كشفين لافتين في منطقتي تدمر الصحراوية ـ بوسط سورية ـ ومحافظة حلب. فقد عثرت بعثة التنقيب الأثرية السورية الفرنسية المشتركة العاملة في حوضة الكوم في منطقة تدمر على طبقة جيولوجية في موقع الميرا تحوي آثار رماد فضائي لنيزك كان قد سقط في شمال استراليا منذ نحو 800 ألف سنة. وذكرت الدكتورة هبا السّخل، مديرة الجانب السوري، والبروفسور إيريك بويضة، رئيس الجانب الفرنسي للبعثة، أن هذا الاكتشاف مهم للغاية خاصة أنه لأول مرة تكتشف آثار هذا النيزك في منطقة الشرق الأوسط بعد سقوطه على الأرض في تلك الفترة السحيقة من الزمن. وأوضحا أن سقوط النيزك أحدث آثاراً كبيرة في القشرة الأرضية وتشكلت بنتيجته غيوم غبارية وصل مداها إلى عدد كبير من بلدان العالم. كذلك شرح المسؤولان أن البعثة عثرت خلال موسم التنقيب الراهن على طبقات أثرية تعود إلى الفترة الأشولية القديمة التي يعود تاريخها إلى مليون و200 الف سنة في موقع ام تلال، وشددا على أن اكتشاف الرماد الفضائي للنيزك يعد ثورة في عالم المكتشفات الأثرية ويؤكد أن البادية السورية تحوي طبقات جيولوجية موغلة جداً في القدم تعود إلى الفترة الاشولية والفترة الهملية والفترة البرودية والفترة الموسيترية وجميعها فترات قديمة جداً.

من جهة ثانية، أنهت البعثة الأثرية السورية اليابانية المشتركة تنقيباتها في كهف الديدرية بشمال محافظة حلب في ختام موسمها التنقيبي للعام الحالي باكتشافات أثرية مهمة على الصعيدين الوطني والعالمي. وذكر الدكتور يوسف كنجو، رئيس شعبة التنقيبات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف في حلب، إنه اكتشف أقدم مبنى أثري لا يزال موجوداً في سورية، وأنهت البعثة عملها في القسم الأول من الكهف وكشفت عن آثار تعود إلى الحضارة النطوفية 11000ـ13000 التي انتشرت في منطقة فلسطين سابقاً «مما يدل على انتشار هذه الحضارة شمال سورية، وهي المرة الأولى التي تكتشف فيها مبان أثرية بهذا الحجم تعود إلى الفترة المذكورة». وأضاف كنجو ان المباني المكتشفة تمثل أنصاف دوائر بني قسمها السفلي من الحجارة الطبيعية على ارتفاع متر واحد، بينما جرى تجهيز قسمها العلوي من أغصان الأشجار التي وجدت محروقة في مكانها الطبيعي. كما أمكن كشف خمسة مبان أثرية متتالية تقع جميعها ضمن كهف الديدرية سيصار إلى المحافظة على وضعها الحالي نظراً لأهميتها التاريخية. وتابع كنجو أنه اكتشفت أيضاً أدوات حجرية في المكان نفسه على عمق أربعة أمتار من أرضية الكهف يعود تاريخها إلى الفترة اليبرودية قبل 300 ألف سنة، وهي المرة الأولى أيضاً التي تكتشف آثار هذه الحضارة بمناطق شمال سورية بعد اكتشافها سابقاً في منطقة يبرود بالقرب من دمشق ومنطقة الكوم في البادية السورية.

وعثر في القسم الخلفي من الكهف على بقايا هيكل عظمي لطفل نيندرتالي يعود تاريخه إلى ما قبل 50 ألف سنة وهو الثالث في كهف الديدرية وسورية.