بين كل 5 شباب ألمان.. مجرمان

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب

TT

طرح قسم الدراسات الشبابية في جامعة أيسن (بشمال غرب ألمانيا) دراسة طويلة الأمد بين الشباب، تحدثت عن نسبة وجود مجرمين اثنين بين كل خمسة شباب ألمان، أما الجانب الأهم في الدراسة فهو أنها نفت تهمة انتشار الجريمة بين شباب المهاجرين وأثبتت أن معدلات الجريمة بين الشباب عموماً هي نفسها. شملت دراسة الجامعة 3400 شاب من مختلف المشارب القومية والدينية، وتابعت تطور أوضاعم طوال 6 سنوات. وبدأت متابعة العلماء للشباب، ومعظمهم من طلبة المراحل الدراسية المتوسطة والإعدادية، منذ عمر 13 سنة وحتى بلوغهم مرحلة النضوج والاعداد لدخول الجامعة. وأعلنت الجامعة أنها ستواصل متابعة مصائر هؤلاء الشباب حتى بلوغهم سن الثلاثين بغية معرفة تأثير العوامل الأخرى في عمر النضوج عليهم.

البروفسور كلاوس بورز، رئيس قسم قانون الجزاء الخاص بجرائم الشباب، أكد معلقاً أن انتشار الجريمة بين الألمان الشباب لا يقل عنه بين الشباب المهاجرين من الفئة العمرية نفسها. وفي حين أبدى الشباب المهاجرون ميلاً واضحاً نحو التدين والعزوف عن الكحول، فإن الكحول والمخدرات تنتشر بشكل واسع بين الشباب الألمان. هذا، وتطوع الشباب الذين شملتهم الدراسة التي انطوت على استفتاء يجاب على أسئلة ملأت 6 صفحات وشملت 15 نوعاً من الجرائم المتفشية بين الشباب، وكلها جرائم يحاسب عليها القانون، مثل إلحاق الضرر الجسدي بالآخرين والسرقة والاغتصاب والتحرش... إلخ. واعترف اثنان من كل خمسة بأنهم قد ارتكبوا نوعاً واحدا على الأقل من هذه الجرائم قبل بلوغهم عمر 17 سنة. واعترف أكثر من الثلث بأنهم مارسوا الضرب والاعتداء وإلحاق الضرر الجسدي بالآخرين. كذلك ظهر من متابعة الشباب، وتحليل إجاباتهم، أن معظم هذه الجرائم ارتكبت في سن 14 سنة، وفي الغالب ارتكبت مرتين بسبب احباطات الشباب في البيت والمدرسة، لكن 5% منهم اعترفوا بأنهم مارسوا معظم هذه الجرائم بشكل مكثف. واتضح أيضا أن أكثر الشباب عنفاً هم أولئك الذين يتعرضون في البيت والمدرسة للضرب والإهانة. وينخفض معدل ارتكاب الجنايات بين الشباب مع نهاية سن 15 سنة، مع وجود احتمال، عند البعض، للعودة إليها قبل بلوغ سن الثلاثين.

وذكر بورز أن ربع الشباب تحت سن 17 يشربون الكحول اكثر من مرة في الشهر، وانخفضت سن الممارسة الأولى لشرب الكحول إلى سن 13 سنة. وأعترف معظم مرتكبي الجرائم بأن شرب الكحول يعزز لديهم هوس خرق القانون وارتكاب الاعتداءات.