استقر مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية في مصر على «النشر التراثي» عنواناً للمؤتمر الدولي السادس المزمع إقامته في الفترة ما بين 5 و7 مايو (أيار) 2009. وقال الدكتور يوسف زيدان، مدير المركز، إن أعمال المؤتمر ستدور حول عدد من المحاور، منها مناهج النشر والتحقيق الخاصة بأوائل المطبوعات العربية بأوروبا، سواءٌ كانت مطبوعة بحروف عربية أو مترجمة، وماهية الارتباط بين المخطوطة الأصلية والنسخة المطبوعة والمترجمة لتي أخرجتها المطابع الأوروبية.. هل تَطَابق النصَّين؟ وكيف تمت الترجمة والتحقيق معاً؟
ومن بين المحاور أيضا التي سيتناولها المؤتمر، بحسب زيدان، الصلة بين حركتي الاستشراف والنشر في أوروبا، والدعم المعرفي الذي قدمته المطبعة للمستشرقين، وقدمه المستشرقون للمطابع، وأثر تراكم المخطوطات العربية وتوفُّرها في المدن الأوروبية، في حركة النشر التراثي التي ابتدرت بها أوروبا. وهل شجعت النزعةُ الاستعمارية عملية النشر التراثي العربي، أم كانت هناك دواعٍ معرفية (بريئة) لذلك.
كما سيبحث المؤتمر علم نقد النصوص وأثره في عملية إخراج المتون التراثية ونشرها، ومناهج ومدارس النشر الأوروبية الخاصة بمتون التراث العربي، إضافة إلى المرجعية التي ارتكزت عليها هذه المناهج.
ومن المحاور المهمة الأخرى نشر التراث الأوروبي (اللاتيني، اليوناني) في عملية النشر التراثي للمتون العربية، ومقارنة مناهج نشر وتحقيق المخطوطات العربية بمثيلاتها الخاصة بالمخطوطات الكلاسيكية الأوروبية، وهل نظر الأوروبيون إلى التراث العربي على أنه هامش أو تذييل على التراث الأوروبي القديم، الذي كان آنذاك قد اندثر؟
من ناحية أخرى، يقيّم مؤتمر النشر التراثي مشاريع النشر الأوروبية، مقارنة بالمشاريع العربية الإسلامية للتراث، ومنها على سبيل المثال مجموعة لويب الكلاسيكية، ومطبوعات دائرة المعارف العثمانية، حيدر أباد ـ الدكن.
وأشار زيدان أيضاً إلى جانب لافت تقرر بحثه وهو إنجاز الفهارس، وكذلك ظاهرة تكرار نشر نصوص بعينها، والفروق بين النشرات وفقاً لاختلاف مناهج النشر، وللتنوع في اتجاهات التحقيق التراثي وإخراج النصوص.
أما المحاور الباقية المقرر التطرق إليها فهي: السُّبُل والتقنيات المعاصرة لإخراج النصوص، واتجاهات النشر الرقمي لمتون التراث العربي، وآفاق الإتاحة الإلكترونية للرصيد التراثي الهائل الذي لم يزل مطوياً، ولما يخرج بعد من حيز المخطوط إلى نور المنشور.