لم يعمل المال على تهذيب سائقي التاكسي في عاصمة المال الأوروبية فرانكفورت، ولا أدت أبراج البنوك العالية إلى تحسين قدراتهم على القيادة في الشوارع، فحلوا في المرتبة الأخيرة من قائمة أكثر سائقي التاكسيات تهذيبا وقدرة في ألمانيا.
وتشي دراسة أجراها نادي السيارات الألماني (ADAC) بأن سائقي التاكسي في نورمبيرغ (بافاريا) حلوا في المرتبة الأولى في قائمة أكثر سائقي التاكسيات تهذيبا وكفاءة. وجاء سائقو التاكسيات في العاصمة البافارية ميونيخ في الدرجة الثانية يليهم سائقو لايبزغ (ولاية سكسونيا الشرقية) ثم سائقو كولون في ولاية الراين الشمالي فيستفالن. وتقول الدراسة إن سائقي نورمبيرغ وميونيخ كانوا لطيفين، هادئين، محبين لمساعدة الزبون وذوي معرفة ظاهرة بخريطة وشوارع مدينتيهما. أما سائقو فرانكفورت فكانوا متوترين، لا يبدون مساعدة للزبائن في تحميل ونقل حقائبهم، ولا يفهمون اللغة جيدا و«يغشون» كثيرا في العناوين.
وتوصل نادي السيارات الألماني إلى هذه النتائج في دراسة أجراها خبراء النادي على 200 سائق تاكسي من كل مدينة كبيرة من المدن الألمانية. ويرى خبراء النادي أن تهذيب وكفاءة سائقي التاكسي الألمان أفضل بكثير من سمعتهم بين المواطنين الأوروبيين، ونال 70% منهم درجة «جيد جدا» أو «جيد» أثناء التقييم السري الذي أجراه الخبراء لعملهم. ونالت نسبة 16 من سائقي التاكسي درجة «مقبول» مقارنة بنسبة 13% سقطوا في الامتحان.
ونشط خبراء نادي السيارات على منطقتين مهمتين من مناطق تأجير التاكسيات في كل مدينة. وراقبوا سلوك سائقي التاكسيات في الليل والنهار وسافروا معهم، في مختلف ساعات العمل، 4 مرات من كل موقع تاكسي. ومنح الخبراء درجاتهم للسائقين على أساس: تهذيب السائق، صلاحية السيارة، السعر، «الإخلاص» في اختيار أقصر الطرق واللغة. كما لاحظ خبراء النادي مدى التزام السائقين بتعليمات المرور، وكفاءة أنظمة الملاحة التي يستخدمونها، والطرق الملتوية البعيدة التي يسلكونها بعيدا عن الهدف وبغية زيادة تعريفة الأجرة ومدى خرقهم للشوارع باتجاه واحد.
ويبدو أن سائقي فرانكفورت سقطوا في فخ اللغة أكثر من غيرهم لأن ثلثهم فشل في امتحان اللغة. وخرق 25% منهم إشارات المرور، كما غش العديد منهم في اتخاذ الطريق الأقصر وصولا إلى الهدف. ومعروف أن الأجانب المقيمين في ألمانيا يشكلون نسبة عالية من سائقي التاكسي في المدن.