شن عدد من قادة الكنيسة الكاثوليكية في النمسا هجوما عنيفا ضد ما وصفوه «طغيان النزعات الاستهلاكية المادية» والرغبة الجامحة بالامتلاك التي يعيشها المجتمع، بدلاً من التمعن والتأمل في البعد الديني للميلاد. ولقد رأى القادة الكاثوليك في سعي مجتمع الأعمال والمحال التجارية لجذب مزيد من الزبائن محاولات منبوذة لاختطاف وانتهاك القيم الدينية للاحتفالات، وتحويلها إلى مجرد فرص مجمومة للتسوّق والاستهلاك. واقترح الكاردينال كريستوف شونبورن، رأس الكنيسة الكاثوليكية النمساوية، فكرة ان تقتصر ساعات التسوّق أيام السبت على 5 ساعات فقط، يتزوّد خلالها المواطنون باحتياجاتهم الاساسية، مشدداً على أهمية مراعاة الحفاظ على الصحة الجسدية للعاملين في المحال التجارية «الجاري تسخيرهم بدون راحة طيلة الفترة التي تسبق ايام الأعياد» التي أصبحت تبدأ مبكرة عاماً بعد آخر. وكان الكاردينال شونبورن قد انتقد بشدة إقدام العديد من المحال التجارية على فتح ابوابها طيلة يوم السبت الماضي، رغم أنه صادف يوم «الحبل بلا دنس» الذي يجله المسيحيون الكاثوليك. وشهد ذلك اليوم زحمة تسوّق شديدة وازدحاماً كبيراً اضطرت معه السلطات المحلية في فيينا لاغلاق بعض مناطق التسوق امام المركبات، وتحويلها إلى مناطق خاصة بالمشاة فقط. غير أن تحفظات القادة الكاثوليك لا تهم كثيراً مجتمع رجال الأعمال، الذين اعربوا عن سعادتهم للنشاط القوي الذي تعيشه الأسواق على صعيد حركة البيع والشراء رغم الأزمة الاقتصادية والركود المالي العالمي.