أصبح «كتاب الطبخ لمتلقي المساعدات الاجتماعية» من أكثر الكتب رواجا في ألمانيا بفضل جيش الفقراء المؤلف من 4 ملايين عاطل وعدد أكبر من ذلك من المتقاعدين والمسنين والمرضى. وإذ يحقق الكاتبان زيجفريد اورميلو ونيكول شلاير «الفوائد» من مصائب القوم، بفضل كتاب الطبخ الجديد، يجد الطباخ الألماني اوليفر فرصته لتحقيق الفوائد أيضا لأنه صار يقدم دورات تعلم طبخ وجبات الفقراء مقابل 50 يورو في الشهر.
ويعلم كتاب الطبخ الفقراء كيفية العيش بصحة وسلامة مقابل سعر وجبة مشبعة لا يتعدى 2 يورو كل مرة. ويصف وجبات مغذية ورخيصة من قبيل شوربة اللفت بسمك التونة المعلب، أو حساء بزر اليقطين والحمص ومرقة الخضار الخالية من اللحم إضافة إلى الكثير الكثير من وجبات البطاطا والبصل. كما يراعي الكتاب وجبات الشتاء والصيف حسب الاسعار فيبتعد عن الخضار في الشتاء ويركز على البطاطا، في حين يوصي صيفا بالبذنجان والطماطم وأجنحة الدجاج. ويصف الكاتبان كيفية إعداد عشاء ليلة عيد الميلاد من نبيذ وشوربة ووجبة رئيسية وحلوى ما بعد العشاء مقابل 8 يورو فقط. وأجرى تلفزيون «آر تي أل» مقابلة مع الكاتبين اللذين قاما أمام الكاميرات بإعداد بعض الوجبات لتوزيعها على المتشردين والفقراء في الشوارع، ولأن اسعار الخبز في ارتفاع فإن الكتاب يطرح أفضل الوصفات لعمل الخبز التركي والألماني في البيت وداخل فرن المطبخ.
ويقول الكاتبان إنهما اعتمدا في الوجبات التي يصفونها على إحصائية لجامعة كيمنتس(شرق) تقول إن ما يتبقى لمتلقي المساعدات الاجتماعية للشرب والأكل والتدخين لا يزيد عن 120 يورو شهريا، ولذلك فإن الكتاب يضع برنامجا للوجبات المغذية المختلفة بحيث لا تكلف أكثر من هذا المبلغ شهريا. والوجبات متوازنة من ناحية محتوياتها من البروتين والفيتامينات والدهون وما يحتاجه الجسم من مواد معدنية.
وكانت الصحافة الألمانية قد سخرت من وزير مالية ولاية برلين الذي قال إن مبلغ 3.76 يورو يكفي لاشباع الفقير بوجبة دسمة. وقال تيلو سارازين أيضا إن بإمكان الفقراء أن يقتصدوا بكلفة التدفئة عن طريق لبس المعاطف الثقيلة في البيوت. وعلى اية حال يقع على من يرغب في تعلم فن الطبخ للفقراء أن يتخلى عن 4 وجبات «دسمة» لأن سعر الكتاب 12 يورو.