تونس: افتقاد مخطوط أثري نادر بعد 3 سنوات من سرقته

اكتُشف اختفاؤه خلال جرد لموجودات متحف رقادة الإسلامي

TT

أعلنت إدارة متحف رقادة الإسلامي بولاية (محافظة) القيروان، الواقعة على بعد 150 كلم بوسط تونس، عن افتقادها مخطوطا أثريا إسلاميا من أندر القطع الأثرية، وذلك بعد ثلاث سنوات من تنفيذ عملية السرقة والتخلص من القطعة بالبيع بمبلغ لا يزيد عن ثلاثة آلاف دينار تونسي (نحو 2700 دولار أميركي).

مصادر حسنة الاطلاع ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن المخطوط الأثري، المفقود منذ ثلاث سنوات، يتمثل في رقاع من الخط الكوفي، يتخذ شكل مجلد مكون من 20 صفحة، لا يقل عمره عن ألف سنة، وهو من الوثائق النادرة، بل هو النسخة الوحيدة المتوفرة. ولم يتبين فقدان هذه القطعة الأثرية إلا عندما تولى فريق من الباحثين الفرنسيين ونظرائهم من تونس جرد محتويات المتحف، وقد وجهت إدارة المتحف أصابع اتهامها إلى عاملَين بالمتحف، أحدهما يعمل في المختبر، والثاني في صيانة المخطوطات وترميمها، وجارٍ الآن التحقيق معهما. ويستفاد من نتائج التحقيق الأولية أن مواطنا تونسيا اشترى المخطوط، وبالتالي فوت فرصة بيعه إلى جهة أجنبية.

من جهة ثانية صرحت مصادر متحف رقادة الإسلامي لـ«الشرق الأوسط» بأن المخطوط المسروق لا يمكن التصرف فيه بالبيع بعدما جرى إعلام «الإنتربول» (الشرطة الدولية) بالموضوع. وأضافت أن الشخصين المتهمين بالسرقة يعملان في المتحف منذ عشرين سنة، وهما من بين ستة مرممين يعملون فيه. ولاحظ أحد المصادر أن طول المدة التي تتطلبها عملية الترميم ربما أسهم بالإغراء على السرقة، إذ إن ترميم ورقة واحدة يتطلب عشرين يوما من التفرغ الكامل، وقد ساعدت عملية التوثيق الكامل للوثائق بين 1994 و2001 في الكشف عن مثل هذه السرقات.

ومما يجدر ذكره أن متحف رقادة الإسلامي، الواقع على بعد 8 كلم جنوب مدينة القيروان، يحتوي على أكثر من أربعين ألف مخطوط، تؤرخ لمختلف الحقب التاريخية التي عرفتها مدينة القيروان، إحدى أقدم وأعظم عواصم الإسلام في شمال أفريقيا.