أعضاء حزب فرنسي يستبيحون «نضاليا» متجرا للمواد الغذائية

أكلوا وشربوا ووزعوا الأطعمة مجانا على الزبائن

TT

قام عشرات الفرنسيين المتضررين من ارتفاع الأسعار في المخازن الكبرى، بنزهة عشوائية «بيك نك»، وسط أحد أكبر متاجر المواد الغذائية في باريس، عصر أول من أمس. افترشوا الأرض وراحوا يتناولون اللحوم المقددة والأجبان والفواكه والخبز والمشروبات من على رفوف المتجر، ويلتهمونها في جو احتفالي وكأنهم في أحضان الطبيعة. معظم المشاركين في هذه الوليمة العشوائية هم من أنصار حزب جديد ينتمي إلى أحزاب أقصى اليسار، أعلن عن تأسيسه أخيرا، تحت اسم «الحزب الجديد المناهض للرأسمالية». أما المتجر الذي تعرض للاستباحة فهو فرع سلسلة «لوكلير» في ضاحية بانتان شمال باريس. وقد أوضح محتجون أن المخازن الكبرى المتخصصة في توزيع المواد الغذائية، تضيف على أسعار المنشأ نسبة عالية من الربح لنفسها، الأمر الذي يفسر الزيادة المستمرة في أسعار المواد الاستهلاكية التي لم تتعرض لأزمات.

لم يكتف المحتجون بما غنموا، بل راحوا يوزعون الأطعمة مجانا على زبائن المتجر، ومعها منشورات تتضمن إحصائيات تؤيد وجهة نظرهم، وتستند إلى دراستين أعدتهما مؤسستان متخصصتان في الدفاع عن حقوق المستهلكين. لكن الهدف الأبعد من هذا الهجوم العشوائي، كان لفت النظر إلى تأسيس الحزب الجديد، وإلى قدرة أعضائه على ابتكار وسائل «نضالية» جديدة.

يذكر أن الحزب المناهض للرأسمالية، ظهر إلى الوجود بمبادرة من أُوليفييه بيزانسينو، وهو ساعي بريد فرنسي شاب كان يقود حزب «النضال الشيوعي الثوري»، ورشح نفسه للانتخابات الرئاسية أكثر من مرة، ثم حل حزبه السابق لإطلاق حزبه الجديد الذي من المقرر أن يجري تسجيله رسميا في السادس من هذا الشهر.

وهي ليست المرة الأُولى التي يتعرض فيها أحد متاجر الأغذية لهذا النوع من الهجوم، لكن الحراس تلقوا التعليمات هذه المرة، بعدم الاشتباك مع المحتجين بسبب الطابع الإعلامي للحركة ووجود كاميرات التلفزيون في المكان.