تربط الموسيقار النمساوي الأشهر ولفغانغ أماديوس موتسارت علاقة خاصة بقصر شونبرون الإمبراطوري في ضواحي العاصمة النمساوية فيينا. فقد عزف موتسارت في ذلك القصر وهو في مرحلة الطفولة قبل أن يتجاوز الـ6 سنوات، في حفل دعته إليه سيدة القصر الإمبراطورة ماريا تيريزا. ويومذاك كسرت الإمبراطورة التقاليد، عندما لم تتمالك مشاعرها فسارعت إلى حمل الموسيقار العبقري الصغير وتقبيله بعدما أكمل مقطوعته أمام جمع من أفراد الأسرة المالكة .
والواضح أن إعجاب ساكني الشونبرون بموسيقى موتسارت لم يخبو بمر السنين، بل استمر حتى لساكني حدائقه الغناء، وهم يقطنون، تحديدا، الجزء المخصص كحديقة حيوانات تعد الأكبر في فيينا، وإلا فبماذا يفسر استمتاع زوج من الكركدن (الخرتيت) بموسيقى موتسارت وتفضيلها على مختلف أنواع الموسيقى الأخرى؟! داغمار شراتر، مديرة حديقة حيوانات قصر شونبرون، قد أعلنت في حديث لوسائل الإعلام أن الحديقة بصدد تركيب معدات موسيقية خاصة لتشغيل تسجيلات من بعض مقطوعات الموسيقار موتسارت، وكذلك للموسيقار يوهان شتراوس، لإسماعها للكركدنين يانغ وسونداري، لإعجابهما بتلك الموسيقى. وكانت إدارة الحديقة قد تأكدت من هذا التفضيل بعد إسماع الزوجين أنواعا مختلفة من الموسيقى، منها الحديث، ومنها الكلاسيكي.
وتكشف لها بما لا يدع مجالا للشك، مدى تفاعل واستمتاع يانغ وسوندراي بمقطوعات موتسارت، وبالذات مقطوعتي البيانو كونسرت رقم 21، والناي السحري، بالإضافة لمقطوعة مارش رادتزكي لشتراوس.