يعتقد الألماني مارك رينكهاوزن أن شعره الطويل سر «جاذبيته» كما كان شعر شمشون سرّ قوته الخارقة. ولذلك سلّط عليه زملاؤه في الجامعة نسخة عصرية محلية من «دليلة» - مغوية شمشون في الأسطورة المعروفة - قصّت شعره في حفلة جماعية، مما دفع مارك إلى رفع قضية قضائية جزائية. رينكهاوزن (21 سنة) رفع الدعوى ضد زميلته آنا زيلهوف على أساس إلحاقها «الضرر الجسدي» به و«إهانته» أمام بقية الزملاء. وقال رينكهاوزن أمام القاضي، إن شعره سرّ جاذبيته وأحد مكونات شخصيته، وإن قص شعره بالطريقة التي حصل بها «أخلّ» بوضعه النفسي والجسدي. من ناحيتها، تقول آنا - أو «دليلة» القضية - إن بقية الزملاء صوّروا لها أن رينكهاوزن موافق على قص شعره في الحفلة إيذاناً ببدئه حياة جديدة، وبناء عليه التقطت المقص وقصّت الشعر الطويل الذي يعقصه زميلها في مؤخر رأسه بشكل «ذيل حصان».
وما حدث تبعاً لحيثيات القضية، أن طلاب قسم الفلسفة في جامعة دوسلدورف (غرب ألمانيا) كانوا يحتفلون بنهاية الامتحانات في إحدى القاعات، عندما تعرّض الـ«شمشون» مارك إلى هجوم الـ«دليلة» آنا. وشهد بقية الحضور أن مارك انتزع المقص من يد آنا وأمسك برسغها بقوة، وهنا شعرت الفتاة بالذعر فعضّت زميلها في بطنه محاولة التخلص من قبضته. وذكرت الفتاة أنها اعتذرت أكثر من مرة لزميلها بسبب «الالتباس»، إلا أنه أصر على رفع قضية أمام محكمة دوسلدورف. وأخذاً في الاعتبار تهمتي القص والعض، أقامت النيابة العامة عليها الدعوة بتهمة إلحاق الضرر بالمجني عليه مرتين. هذا، وفي حين ذكر ممثل الدفاع في مطالعته أن مارك رينكهاوزن «يتفلسف» عن أهمية شعره «لأن الشعر لا يعني الكثير وسيطول خلال فترة قصيرة»، رد النائب العام أن ذلك سيستغرق الكثير من الوقت والعناية التي تتطلب مالا. وبالتالي، طالب النائب العام المحكمة بتغريم الفتاة بدفع تعويضات مالية قدرها 300 يورو عما لحق بصاحب «ذيل الحصان» المقصوص من ضرر. ولكن، في نهاية الأمر كان قاضي محكمة دوسلدورف حكيماً عندما حكم بإلغاء الدعوى بسبب... «تفاهة» القضية.