لحم الضفادع للدخل الوطني البيلاروسي

الضفادع قد تصبح المنقذ المالي الجديد لجمهورية روسيا البيضاء، أو بيلاروس، من الأزمة الاقتصادية التي تطبق عليها، وذلك بما يمكن أن تدخله من ملايين اليوروات لدعم خزينة البلاد، من دون تكلفة تذكر. هذا ما يقوله البروفيسور روسلان نوفيتسكي، عضو الأكاديمية العلمية بالعاصمة الروسية البيضاء مينسك، الذي أوضح لوسائل الإعلام أن أنواع الرانا ريدبوندا، والرانا ليسونا، والرانا ايسولنتا، وهي فصائل منتجة لأشهى أنواع الضفادع، «يمكن أن تجعل روسيا البيضاء بمثابة سلة ضفادع العالم، وتؤمن لها مصدر دخل رئيسياً للعملة الأجنبية، ينقذها من الأزمة الاقتصادية الحالية، وخاصة أن هذه الفصائل موجودة بكميات هائلة في أنحاء البلاد، كما يمكن توليدها بطرق تجارية، دون أية تكلفة تذكر». واقترح البروفيسور نوفيتسكي إنجاز عمليات التوليد في الأحواض المستخدمة حالياً لتوليد الأسماك. ومعلوم أن الضفادع يمكن أن يصل عمرها إلى 8 سنوات، وتبدأ خصوبتها في سنتها الثالثة، وأنها بعد عملية تزاوج واحدة يمكن أن تفقس ما قد يصل إلى 3 آلاف بيضة، لا تحتاج الواحدة منها إلى أكثر من 12 أسبوعا لكي تتحول إلى ضفدع. وتشتهر أنواع الرانا ريدبوندا، أو ضفادع المستنقعات، والرانا ليسونا، أو ضفادع البرك، والرانا ايسولنتا، أو ضفادع الطعام، بكونها ضفادع ضخمة الحجم، ولذا يطلق عليها وصف «جامبو»، إذ يتراوح طولها ما بين 6 إلى 8 بوصات، أما وزنها فقد يصل إلى نصف كيلوغرام. ومن أطيب أنواع اللحوم بالنسبة لذواقة لحوم الضفادع، الأفخاذ المبهرة المشوية أو المحمرة، بعد إلباسها كسوة من الدقيق ثم البيض، ومن ثم طبقة من البقسماط (الكعك) تكسبها لوناً ذهبياً لامعاً، مع العلم بأن هناك آخرين يستهويهم حساء لحم الضفادع. وعلى أي حال، يصل سعر الكيلوغرام منها إلى  40 يورو في عدد من دول أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، حيث تتخطف لحم الضفادع مطاعم وفنادق من فئة الـ5 نجوم، ترصع به قوائم طعامها. وثمة دول كبريطانيا وألمانيا وبولندا تمنع صيد الضفادع لأغراض تجارية، وبالتالي فإنها تعتمد كلياً على المستورد منها.

في هذه الأثناء، يحرص البروفيسور نوفيتسكي على إقناع المسؤولين البيلاروسيين بالعائدات الطيبة لفكرته، مؤكدا أن ضفادع روسيا البيضاء لن تتنافس عليها المطاعم فحسب، بل وكذلك المعامل ومراكز الأبحاث عالمياً، التي تحتاج سنويا إلى أكثر من 10 آلاف ضفدع لأغراض طبية ومخبرية.