ألمانيا تواجه الأزمة المالية بالشوربة

100 صحن للألماني في العام والوجبات الجاهزة في تراجع

TT

لم تتأثر قطاعات الاقتصاد الألماني كلها سلبا بالأزمة المالية الدولية، لكن القطاع الرابح هذه الأيام لم يكن، على أية حال، قطاع السيارات الألماني المعروف، إذ أعلن منتجو علب «الشوربة»، الذين يعانون من عزوف المواطنين عن وجباتهم الجاهزة، أن مبيعاتهم تضاعفت مرات عدة بفعل تدهور القوة الشرائية.

وقال نيكو كاب، من شركة «زونن باسرمان» إن شركته حققت نسبة أرباح كبيرة من مبيعات الشوربة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. واضطرت الشركة لزيادة إنتاجيتها لتغطية حاجة السوق. ويجري العمل حاليا، في ثلاث دفعات (24 ساعة يوميا) من أجل ملء أطباق الألمان بالشوربة الجاهزة. وهناك إقبال واضح من المستهلك الألماني على شراء علب الطعام المحتوية على البروتين، مثل شوربة العدس، ومرقة البازلاء. وأكد كاب أن الشركة تعرف أن لارتفاع مبيعاتها علاقة بالأزمة المالية الدولية، إلا أنه لا يستثني أيضا العوامل الأخرى، مثل الوجبات الجديدة، وتقدم تقنيات الحفظ.

ولا تختلف الحالة لدى شركة «زاميك»، التي تتقاسم «طبق» سوق الشوربة مع الشركة الأولى. وذكر مانفريد رايبهولتز، المتحدث باسم الشركة، أن الإنتاج في ازدهار، وأن 500 عامل يعملون ليل نهار للحفاظ على مستوى الإنتاج. وتحدث ممثل شركة «ايراسكو» عن إقبال كبير على العلب الكبيرة المخصصة للعائلات.

وتشي دراسة للسوق، أجراها معهد «نيلسون» المعروف، بأن الأزمة المالية العالمية تدفع المواطن الألماني إلى الاقتصاد في مصروفاته. وتحول 53% من المستهلكين في الشهر الماضي إلى شراء المواد الغذائية الأقل ثمنا، كما تميل نسبة 25% إلى شراء المواد المعلبة بالجملة، رغبةً في الاقتصاد.

و فسر فولفغانغ تفاردافا، من جمعية أبحاث السوق في نورمبيرغ، الشوربة بعد جهد بالشوربة، حينما رصد تغيرات في عادات الأكل السائدة بين الألمان بفعل الأزمة. وقال محلل السوق «إن زيادة البطالة، وارتفاع الأسعار يدفعان الألمان إلى تناول وجباتهم في البيت».

وحسب اتحاد منتجي الشوربة، يتناول المواطن الألماني حوالي 100 صحن شوربة في العام. وتشكل الشوربة المعلبة، أو مسحوق الشوربة في الأكياس، نحو 50% من الشوربة التي تتسلل إلى معدات الألمان.

ولم تنثر الأزمة المالية بهاراتها على عادات الأكل عند الألمان فقط، لأنها انسحبت على قطاع المطاعم أيضا، الذي سجل في الأشهر الأخيرة تراجعا في الدخل بنسبة 5%. وينتظر أن يؤدي تقلص الرواتب وارتفاع الأسعار إلى ازدهار مطاعم الوجبات الخفيفة على حساب مطاعم الوجبات الثقيلة.