تنامي أرباح الشركات النمساوية للوازم المجمعة منزليا.. بسبب الأزمة الاقتصادية

«مصائب قوم عند قوم فوائد»

TT

«كلما كثر تداول الأخبار وازداد الحديث عن الكساد والانكماش الاقتصادي وضرورة تشديد الضوابط، ازدادت أرباحنا وتضاعفت». هذا الكلام، ويا للعجب، صدر عن رجل أعمال واقتصادي مسؤول. إنه شتيفان غولدشفايندت، المدير التنفيذي لشركة «هورنباخ»، كبرى شركات مواد البناء والأدوات المنزلية بالنمسا، وورد كلامه هذا في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، معلناً عن حاجة شركته لمزيد من الأيدي العاملة المدربة لكي تتمكن من مواكبة الطفرة التي تمر بها.. بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية! غولدشفايندت يشرح أن مخاوف الناس من سوء الأحوال الاقتصادية وشكوكهم في طول أمدها وحيرتهم إزاء ما عليهم فعله لمواجهتها، تضافرت لدفع المستهلكين إلى التركيز على مقدراتهم الذاتية، والحصول على ما كانوا في السابق يشترونه من السوق، أو يدفعون للآخرين لإنجازه، عن طريق تصنيعه وإنجازه بأنفسهم. وأوضح أن المستهلكين أصبحوا يفضلون المواد التي تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم، ولا سيما عمليات البناء والصيانة المنزلية، بالإضافة لتفضيلهم الأثاث الذي يركّب أو يجمّع منزلياً، عبر الاستعانة بكتيبات إرشادية من المؤسسات الصانعة. وذكر غولدشفايندت أن الشركة تسجل أرباحاً طيبة من بيع لوازم الأثاث الخشبي كالفواصل بين الغرف والمكاتب والخزائن والأسرّة المصنعة كقطع يجري تجميعها. ولاحظ أن توسع الوعي البيئي لعب دوراً كبيراً في ما يحدث الآن، «إذ هناك تفضيل واضح من قبل الزبائن لشراء المواد واللوازم الخشبية المنتجة في غابات محمية قانونياً، تشجيعاً لحماية الغابات من القرصنة والقطع العشوائي». من ناحية ثانية، كان استبيان قد أجري في النمسا أخيراً قد أفاد بأن 81% من النمساويين يضعون الأزمة الاقتصادية الحالية في رأس همومهم، وأن 12% منهم فقط يعتقدون أن الأوضاع ستتحسن بسرعة، بينما يتوقع 32% أنها ستزداد سوءاً، ويعتقد 56% أنها ستظل كما هي عليه في المستقبل القريب.