معلومات دقيقة، وإنْ كانت بسيطة ومشوقة. من ذلك، مثلا، أحب معزوفاته بين أهل الإقليم، وأشهر موروثاته، بما في ذلك المسبحة التي كانت لا تفارقه في أوقات فراغه وراحته. وكيف كانت علاقته بالأسرة الارستقراطية المجرية التي احتضنته، وعيشه في أفخم قصر بالمدينة. وطرائف عن دروسه للموسيقار الألماني لودفيغ فان بيتهوفن.. أشهر تلامذته. تلك وغيرها من المعلومات تتوافر اليوم ضمن دروس مكثفة، تقدم مجاناً لأعضاء نقابة سائقي سيارات الأجرة (التاكسي) في مدينة آيزنشتات، عاصمة إقليم برغنلاند بأقصى شرق النمسا، وذلك بمناسبة تخصيص عام 2009 للاحتفاء بذكرى مرور قرنين على وفاة الموسيقار العالمي جوزيف هايدن. وهو ابن الإقليم، وبشبه إجماع.. ثاني أهم الموسيقيين النمساويين بعد فولفغانغ أماديوس موتسارت.
في حديث لباتريك بوتن، ممثل نقابة سائقي التاكسي في آيزنشتات لوسائل الإعلام، أكد أن نقابتهم، سعياً منها لتقديم خدمات أرقى، كمساهمة في إنجاح العام، عملت على تنظيم تلك الدروس التي تقدم مجاناً في ساعات مريحة، كي يحضرها أكبر عدد ممكن من السائقين، باعتبارهم أول من يقابلهم السياح عند وصولهم إلى المدينة. وأردف أنه لا يُعقل ألا يكون للسائق دراية كافية ذات مذاق محلي عن سيرة هايدن، خاصةً أنه ولد وعاش معظم حياته في إقليم برغنلاند. آيزشتات ستشهد بعد غد الثلاثاء، الذي يصادف ذكرى ميلاد هايدن في 31 مارس (آذار) عام 1733، الافتتاح الرسمي للحفلات الموسيقية التي ستتواصل طيلة العام، والتي ستفتتح بحفل يقوده نيكولاس هارنانوكور، تعزف خلاله مجموعة من سيمفونيات الموسيقار الشهير، منها السيمفونيات الرقم 1، و59، و95، و100. ومن جهة ثانية، تخصص جميع الكنائس الكبرى في المدينة، بالإضافة إلى مسقط رأس هايدن، وهي قرية روهراو، أسبوع «عيد الفصح» الأول من أبريل (نيسان) المقبل وحتى التاسع منه لمعزوفات خاصة تجسد العمق والبعد الروحاني لموسيقاه. كما تشهد الفترة نفسها افتتاح عدد من المعارض لموروثاته، خاصة في قصر ايسترهازي، حيث عاش مع الأسرة المجرية الأرستقراطية، مالكة القصر، التي خصصت له قاعة، تعد من أفخم القاعات الموسيقية عالمياً، هي «قاعة هايدن». أما يوم 31 مايو (أيار)، وهو اليوم الذي يصادف تاريخ وفاته في عام 1809، فسيشهد حفلا كبيرا بقيادة الموسيقار ادم فيشر، الذي سيقود الفرقة الموسيقية الخاصة المسماة «هايدن فيلهارمونيكا».