عالم ألماني يقول إن الهدف من كذبة أبريل تعزيز الثقة بالنفس

«الكذبة» تحولت إلى ممارسة جماهيرية شائعة في القرن السابع عشر

TT

لم تتكشف بعد كذبة أبريل التي حضّرها الألمان لبعضهم، خاصة التي تروجها الأجهزة الإعلامية، لكن التطور التقني الحالي يؤهل هذه الأجهزة، خاصة التلفزيون، لفبركة أغرب «الكذبات» العالمية مثل غرق تمثال الحرية في الولايات المتحدة أو نقل هرم خوفو من الجيزة إلى الزمالك.

وذكر الباحث بشؤون المرح، ميشائيل تيتزه، لوكالة الأنباء الألمانية أن انطلاء كذبة أبريل على الآخرين يعزز شعور الشخص بالثقة بالنفس. وأضاف الباحث أن تمرير الكذبة على الآخرين يخلق شعورا لدى مروج الكذبة بأنه لا يزال هناك أفراد أكثر سذاجة منه يتقبلون مثل هذه الكذبات. فسقوط الآخرين في فخ الكذبة يؤكد لـ«أنا» الإنسان وجود آخرين أقل كفاءة منه. وصنف الخبير «الكذبة» كنوع من أنواع «الترسب النفسي الديناميكي» في مرحلة الطفولة. فالأطفال الأكبر سنا بحاجة إلى دليل على وجود أطفال آخرين أقل ذكاء منهم. وتكون الكذبة ناجحة بالضبط في أوقات الشدة التي تعبر عنها اليوم الأزمة المالية العالمية والخوف من الإرهاب. يثبت ذلك أن «كذبة أبريل» تحولت إلى ممارسة جماهيرية شائعة في القرن السابع عشر أثناء فترة حرب الثلاثين سنة (1618 ـ 1648). وهكذا فإن حاجة البعض، في زمن العولمة والأزمات، كبيرة إلى كذبات ناجحة كي يستعيدوا توازنهم وثقتهم بأنفسهم.

في العام الماضي كانت كذبة إذاعة برلين الأنجح في ألمانيا بسبب دعوتها الناس إلى أول قراءات شعرية من شعراء عراة في مكتبة ما. ولم ينخدع الناس بالخبر فقط، لأن 30 إذاعة وتلفزيون تناقلت الخبر أيضا. وصدق اليونانيون المقيمون في ألمانيا خبرا نشرته وكالة الأنباء الألمانية عن العثور على قبر سقراط قرب الاكروبوليس في أثينا. وفي حين نقل تلفزيون الشمال في القناة الأولى خبرا مصورا عن نقل سد هندنبورغ بين الأرض الألمانية وجزيرة سولت، تحدث راديو كولون عن نقل كاتدرائية المدينة الشهيرة من الضفة اليسرى لنهر الراين إلى ضفته اليمنى.

قبل ذلك بأعوام نقل تلفزيون «بي بي سي» البريطاني الجاد خبرا عن حصاد كبير للسباجيتي في سويسرا، وذكرت وكالة الأنباء النمساوية أن بقر الهند المقدس ما عاد «الشاة الضالة» في العائلة البيئية، لأن تقنية جديدة جعلته يطلق غاز ثاني أكسيد الكربون، غير الضار بالبيئة (؟)، محل غاز الميثان الضار بطبقة الأوزون.