اضطرت إدارة متحف الفنون بالعاصمة النمساوية فيينا للتدخل، لافتة انتباه زوار معرض الرسوم الغرافيكية للفنان العالمي الإسباني الأصل بابلو بيكاسو إلى ضرورة الإسراع قليلا في إكمال جولاتهم. ورحبت الإدارة، من جهة ثانية، بتكرارهم زياراتهم كي يتسنى لجميع الزوار مشاهدة اللوحات الـ120 التي يضمها المعرض الذي افتتح أول من أمس ويستمر حتى 15 يوليو (تموز) المقبل.
في حديث لـ«الشرق الأوسط» مع إحدى المرشدات أشارت ضاحكة إلى أن «البعض تسمّر لما يقرب من نصف ساعة أمام بعض الرسوم». كذلك كان ملاحظا أن بعض الشباب دخل في سجالات وحوارات حول ما ترمز إليه بعض الرسوم من غموض وإيحاءات سوريالية وتقعيرية، مستخدمين أجهزتهم الإلكترونية الجوالة بديلا عن الحوار الحي بالكلمات... حفاظا على الهدوء المطلوب في مثل هذه المحافل. هذا ويشمل المعرض رسوما غرافيكية بالأقلام تجسد خمس مراحل أو حقب فنية من حياة الفنان العالمي الطويلة (1881 – 1973)، التي أثراها بإنتاجه الغزير. ومعلوم أن بيكاسو خلف آلاف الأعمال بأساليب فنية متنوعة مثل الغرافيك واللوحات الزيتية والبورتريهات، إلى الأعمال الخزفية والرسم على السيراميك، والمنحوتات. وقد نجحت النماذج المختارة في تصوير أحاسيس الفنان الكبير وتعابيره ومشاعره عن الصراع والقوة والعنف والذكورية والنرجسية التي ربطت بيكاسو حتى أيام شيخوخته بالنساء اللاتي سمح لهن باقتحام حياته، وكذلك من اختارهن كموديلات للوحاته وأعماله. ويضم المعرض أيضا عددا من مختارات بيكاسو للوحات مستوحاة من الأساطير الإغريقية. من ناحية ثانية، ظهر بجلاء اهتمام بيكاسو بتطوير «المدرسة التكعيبية» كأسلوب، واختياره خطوطا وأشكالا هندسية بحتة، تلاعب بها طولا وعرضا.