موجة من الانتقادات تضع حدا لـ«صراع الأديان».. إلكترونيا

الشركة المنتجة لـ «الشرق الأوسط»: أسيء فهمنا.. وهدفنا كان الرد على الرسوم الدنماركية

بيان سحب اللعبة الذي نشرته الشركة على موقعها («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت شركة «مول إندستريا»، ومقرها في إيطاليا، عن سحبها للعبة «فايث فايتر» (صراع الأديان) ووقف تشغيلها على الموقع الالكتروني الخاص بها، بعد موجة من الانتقادات من أتباع ديانات مختلفة، خصوصا أن «الأبطال» في هذه اللعبة هم مجموعة من الأنبياء و«الآلهة» المزعومين، الذين يتقاتلون على طريقة رجل لرجل. وذكرت وكالات الأنباء أن قرار وقف اللعبة الإلكترونية جاء بعد استنكار منظمات دينية مختلفة، على رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي، لمحتوى اللعبة بناء على التقارير الإعلامية التي نشرت عنها. وكانت القصة الأولى حول «صراع الأديان» نشرت في صحيفة «مترو» اللندنية الاثنين الماضي، ونقلته «الشرق الأوسط» مع رصد الجدل الحاصل حوله أول من أمس. وحسب ما جاء في موقع المؤتمر فإن المنظمة أبدت قلقها حول « اللعبة الإلكترونية التي تشخص بعض الرموز الدينية المقدسة من قبيل أنبياء الله، المسيح (عليه السلام) ومحمد (عليه الصلاة والسلام) معتبرا أن محتوى هذه اللعبة يمثل تجريحا لمشاعر المسيحيين والمسلمين». وحسب موقع المنظمة فإن اللعبة لا تخدم أي هدف سوى التحريض على التعصب وعدم التسامح، داعيا المسؤولين عن الموقع، الذي يستضيف اللعبة، إلى اتخاذ إجراءات فورية لسحبها من شبكة الإنترنت.

وفي حين أوضح متحدث باسم شركة «مول اندستريا» لـ«الشرق الأوسط» بأن شركته لا تنوي الاعتذار من أي جهة، قال إنه يحزن لوجود سوء فهم للقصد من وراء «صراع الأديان»، كاشفا بأن فكرتها تبلورت كرد فعل على الجدل الذي أثارته أزمة الرسوم الدنماركية قبل سنوات. وقال المتحدث: «لم يعجبنا الأسلوب الأحادي المعادي للإسلام الموجود في أوروبا، لذلك قررنا أن نسخر من جميع الأديان على حد سواء». ولعله من اللافت أن تتسبب لعبة تحمل اسم «صراع الأديان» في توحيدها، ذلك لأن ردود الفعل الآتية من مجموعات ومنظمات تابعة لأديان ومعتقدات مختلفة، مثل البوذية والمسيحية والإسلام، جاءت متشابهة لحد قريب، في حين تناقلت وسائل إعلام عديدة خبر إيقاف اللعبة أمس. من جهته يقول المتحدث باسم «مول إندستريا» بأن الموقع حمل تحذيرا واضحا للذين يمكن أن يتحسسوا من محتوى اللعبة بألا يشغلوها، مضيفا «على الرغم من كل التركيز الإعلامي علينا اليوم، فهناك محتويات أكثر إساءة (تصدرها شركات أخرى) موجودة وفي ألعاب تجارية يتداولها الكثيرون حول العالم». وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عصام الشنطي مدير العلاقات العامة والإعلام بمنظمة العالم الإسلامي أن مرصد (الإسلاموفوبيا)، التابع للمنظمة رصد نحو 200 إساءة موجهة ضد المسلمين عالميا خلال عام، وسيعرض تقريرا حولها بعرضها على وزراء الخارجية العرب.