أعلنت نقابة الأطباء الألمان في تقرير وزعته مؤخرا أن المواطنة سيلفيا بيننغ (52 سنة)، وهي أم لخمسة أطفال، هي اليوم أكثر الألمان إدمانا على الأدوية، لأنها تبتلع يوميا 80 قرصا من مختلف الأنواع. وجاء في التقرير أيضا أن عدد المدمنين على الأدوية والعقاقير تجاوز لأول مرة في ألمانيا عدد المدمنين على الكحول.
فوفق أحدث الإحصاءات، تراوح عدد المدمنين على تعاطي الأدوية والعقاقير عام 2008 بين 1.4- 1.9 مليون ألماني، نسبة 70% منهم من النساء، في حين أن عدد المدمنين على الكحول بلغ خلال العام نفسه 1.3 مليون. وتحذر الجهات ذات الصلة من احتمال أن يكون رقم «مدمني الأدوية» أعلى، لأن النقابة تعتمد حصرا على إحصاءات المستشفيات والعيادات ومعاهد مساعدة المدمنين. وتشير إلى أن خطر الإدمان على الكحول أسهل مكافحةً، لأن تأثير الكحول يظهر بسرعة على الإنسان، في حين لا تظهر الأعراض الجانبية للأدوية إلا بعد أن تكون قد ألحقت أضرارا أو تلفا بالكبد والكلى والقلب وبقية الأعضاء الحيوية في الجسم.
النقابة اتهمت الأطباء بالمساعدة على زيادة أعداد المدمنين على الأدوية بسبب كثرة الأدوية التي يصفونها للمرضى. ولقد تولى خبراء النقابة دراسة محتويات الوصفات التي يكتبها الأطباء؛ فتوصلوا إلى أن 66% من الأدوية التي تهدّد بخطر الإدمان، إنما يكتبها الأطباء. وحلل الخبراء 3.5 مليون وصفة كتبها الأطباء في شهر أبريل (نيسان) الماضي، فاكتشفوا ارتفاعا كبيرا في عدد وصفات الأطباء لعقار «بنزوس» الذي يساعد على النوم. وتعتبر النقابة «بنزوس» أخطر عقار يسبب الإدمان، لأن الإدمان عليه يتركز بعد ثلاثة أشهر فقط من مباشرة تعاطيه. وفي حين لا تسبب العقاقير المضادة للألم والصداع الإدمان بسهولة، فإن تعاطي أكثر من 12 قرصا منها في الشهر، لفترة طويلة، يسبب الإدمان عليها. ومن ناحية ثانية، يظهر أن زيادة عدد المدمنين على الأدوية والعقاقير على صلة برواج شرائها عبر شبكة الإنترنت من دون وصفة من الطبيب، فحسب الإحصاءات.. ثمة أكثر من 7 ملايين ألماني يشترون الأدوية «أونلاين». ويتركز إدمان الأدوية والعقاقير في مجالات العقاقير المهدئة والمنوّمة والقاتلة للألم والأدوية الحديثة التي يُزعم أنها تساعد في خفض الوزن. الجدير بالذكر أن الإحصاءات الألمانية الخاصة بإدمان المخدرات تفيد بأن هناك 380 ألف ألماني مدمن على الحشيشة (حشيشة الكيف)، و200 ألف مدمن على المخدّرات القوية (كالهيرويين والكوكايين)، و16 مليون مدمن على النيكوتين.