«زورو» مزيف ينشر الرعب في قلوب أهالي قرية ألمانية

قبل أن تكتشف الشرطة أنه بهلوان يروج لسيرك

TT

لم يهاجم «زورو» العريف غارسيا، ولم ينخسه في كرشه السمين، كما يفعل في أفلام هوليوود ولم يسطُ على بيت غني لكي يجود بأسلابه لاحقا على الفقراء، بل اكتفى بتفقد أرجاء قرية صغيرة في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا. فقد تلقت شرطة في بلدة جيرمسهايم، في بافاريا، عدة مكالمات من سكان هلعين يبلغون عن مشاهدتهم «زورو» يتجول في الأزقة على صهوة جواده الأسود. وبينما تحدثت إحدى السيدات عن قناع أسود يخفي به وجهه إلى حد الشاربين، قال رجل مسن للشرطة إن الفارس الشبحي يحمل سيفا طويلا ويوجه تهديدات بلغة إسبانية باتجاه بعض الفيلات.

وذكر مصدر في الشرطة أن سيارة شرطة نجدة وصلت فعلا إلى القرية بعد 10 دقائق من تلقي المكالمات، بيد أنها لم تهاجم الفارس الأسود، وإنما اكتفت بمراقبته. وبعد التأكد من أن لا خطورة متوقعة من الرجل، تقدم الشرطيون منه لمعرفة أسباب تصرفه المثير للشبهة. وتبين من الاستجواب أن الرجل ألماني الجنسية ويتنكر بهيئة «زورو» في إطار حملة دعائية لسيرك «رونكالي» المشهور، الذي يقدم نمرة في مدينة قريبة. والواقع أن سيرك «رونكالي» يحل بالفعل ضيفا على مدينة راينتزابرن، ويقدم عروضه يوميا لسكان المدينة وسكان القرى القريبة، لكن ـ على ما يبدو ـ لم تبلغ الدعاية له حدود بلدة جيرمسهايم (3000 نسمة) لا على شبكة الإنترنت.. ولا بين جناحي حمامة زاجلة.

أكثر من هذا، يقدم هذا الـ«زورو» الألماني في السيرك ألعابا بهلوانية على الخيول وهو متنكر بزي الفارس حامي الفقراء الشهير. من جهته، أعرب الأخير عن إحباطه الشديد لجهل سكان البلدة بأمره وإخفاقهم في التعرف عليه، وقلة اهتمامهم بالدعاية التي قدمها ولا ببعض الألعاب المدهشة التي أداها على ظهر الحصان. بل ـ على ذمة أحد رجال الشرطة ـ كاد يغمى عليه عندما عرف من المواطنين أن فلاحا من البلدة هم بتوجيه سلاحه إليه بنية إطلاق الرصاص عليه لدى اقترابه من باب بيته.