صحافيان يدخلان إلى قصر بكنغهام بهوية مزورة رغم الإجراءات الأمنية الشديدة

قدما نفسيهما كرجلي أعمال من الشرق الأوسط

TT

تمكن صحافيان بريطانيان من الدخول إلى قصر بكنغهام، دون مواجهة أي صعوبات، رغم الإجراءات الأمنية الشديدة التي ازدادت مؤخرا بسبب الأعمال الإرهابية والاختراقات المتعمدة التي قامت بها بعض الصحف في مناسبات عدة، لتثبت وجود الثغرات الأمنية.

وتمكن سائق من إدخال صحافيين إلى القصر، المقر الرسمي لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، الكائن في وسط لندن، مقابل أموال، وسمح لأحدهما بالجلوس في السيارة الرسمية للملكة، بناء على ادعاءات لتقرير نشرته أمس الأحد صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد». وأشارت الصحيفة إلى أن الصحافيين تمكنا أيضا من عبور بوابات الأمن بسهولة. وقالت الصحيفة، وهي العدد الأسبوعي لصحيفة «الصن» الأكثر انتشارا في بريطانيا، إن اثنين من صحافيي الصحيفة تمكنا من الدخول إلى القصر، معرفين عن نفسيهما بأنهما رجلا أعمال ثريان من الشرق الأوسط، ودفعا ألف جنيه إسترليني (1400 دولار) للسائق. وأوضحت أن الصحافيين دخلا إلى القصر بدون مراقبة أو تفتيش، بالرغم من مرورهما أمام ضابط شرطة بالزي العسكري في مكتب للأمن.

وقال روبرت غوبسون مراسل القصر الملكي في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «كان من الممكن أن يكون هذان الشخصان إرهابيين تسللا إلى القصر ليضعا قنبلة في إحدى المركبات». وقال متحدث باسم القصر إن «كل قضية يكون الأمن ضالعا فيها تؤخذ على محمل الجد، وسوف نفتح تحقيقا حول هذه الادعاءات».

ومن ناحيتها، قالت شرطة اسكوتلنديارد في بيان «نحن طبيعيا مهتمون بمسائل الأمن التي أثارها هذا المقال، ونحن على اتصال بمسؤولي القصر، لدرس الإجراءات الأمنية». وأشارت الصحيفة إلى أن الملكة كانت في القصر خلال زيارة الصحافيين. وبالإضافة إلى السيارة الرسمية التي تستعملها الملكة في تنقلاتها الرسمية (بنتلي)، أطلعهما السائق أيضا على السيارة الشخصية للملكة، وهي من نوع «ديملر. في 8»، بالإضافة إلى السيارة الرسمية الخضراء للأميرة آن. وتمكنت الصحافة البريطانية مرات عدة خلال الأعوام الماضية من التشكيك في الإجراءات الأمنية في قصر بكنغهام. وفي عام 2003 خصوصا، تمكن صحافي من صحيفة «ديلي ميرور» من الحصول على وظيفة خادم في قصر بكنغهام باستعماله مراجع مزيفة، وتمكن هكذا من الوصول حتى إلى مائدة فطور الملكة، وإلى الغرفة التي كان من المقرر أن ينام فيها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مع زوجته خلال زيارة إلى المملكة المتحدة. تجدر الإشارة إلى أن قصر بكنغهام تطبق فيه أشد الإجراءات الأمنية، حتى إن أفراد العائلة المالكة نفسها ـ ومن بينها الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، والأمير فيليب زوج الملكة ـ يتعين عليهم إثبات هويتهم قبل دخولهم القصر.