وزير نمساوي يستثير الحمية القومية في تسويق الإنتاج الزراعي والحيواني

مقترحا ألوان العَلم لعلب مشتقات الألبان

TT

لم يجد وزير الزراعة النمساوي من إغراء يقنع به قطاعات كبيرة من المزارعين النمساويين بالاقتراع في الانتخابات البرلمانية الأوروبية غير نصحهم بالتفكير في إعلانات أكثر جاذبية لترويج منتجاتهم البائرة.

الوزير نيكولاس بيرلاكوفيتش يواجه ـ على ما يبدو ـ مهمة عسيرة، إذ يلحظ المتابعون أن فرصة إقناع نسبة عالية من المزارعين بالتصويت في هذه الانتخابات التي تبدأ اليوم وتستمر حتى السابع من يونيو (حزيران) الجاري ضعيفة. أما السبب فهو موجة الغضب العارم التي تجتاح القطاع الزراعي النمساوي الذي يعاني من أزمات مالية حادة، ولا سيما بالنسبة إلى المزارعين الذين يقتطعون مساحات واسعة من مزارعهم لتربية الماشية، نتيجة الانحسار الواضح في استهلاك المنتجات الحيوانية في السوق المحلية حيث يتفوق العرض على الطلب. ويزداد الوضع تفاقما مع صعوبة تصدير الفائض نظرا إلى ارتفاع تكلفة النقل واشتداد المنافسة التي يواجهونها من بقية دول الاتحاد الأوروبي خصوصا بالنسبة إلى منتجات الألبان التي انخفضت أسعارها في المحالّ التجارية في كل أنحاء النمسا بصورة ملحوظة، ما أصابها بحالة من البوار. وفي المقابل، يرفض الاتحاد الأوروبي تقديم أي إعانات تخفف من معاناة المزارعين وتحفظ لهم قطعانهم من الماشية ولا سيما الأبقار. وبالفعل جوبه الوزير، الذي قام بأكثر من جولة في أقاليم البلاد ضمن الحملة الانتخابية لدعم مرشحي حزبه المحافظ، حزب الشعب، بانتقادات صارخة وسخط شديد ضد سياسات الاتحاد الرافضة قديم إعانات مالية للمزارعين. وبالتالي لم يجد أمامه غير اقتراح ابتكار حملات ترويجية وتسويقية ذكية وطريفة لتحفيز المواطنين وإغرائهم لرفع معدل استهلاكهم من الألبان ومشتقاتها.

وبين مقترحات بيرلاكوفيتش إعلانات أكثر جاذبية وذكاء، واستحداث عبوات وعلب مخططة بخطوط حمراء وبيضاء على نسق العلم النمساوي، استثارة لـ«وطنية» المستهلكين، وجعل الأمر بمثابة مشاركة شعبية في حل أزمة قومية.