ليست التلميذة الصغيرة فرنسيسكا من مدينة هيرته، بغرب ألمانيا، سوى واحدة من ضحايا الأخطاء الطبية التي ترتكب في ألمانيا سنويا. ومع أن فرنسيسكا تلقت 200 ألف يورو تعويضا عن الخطأ الطبي الذي تعرضت له فإنها فقدت ساقها إلى الأبد.. رغم أنها كانت تعاني من التهاب الزائدة الدودية فقط. ما حدث أن الجراح أعطب أثناء العملية الشريان الفخذي مما تسبب بنزيف شديد للفتاة، ومن ثم التهب الجرح مما تسبب بحصول غنغرينة (غرغرينة) في الساق. وعندها اضطر الأطباء لبتر الساق بعد تخديرها ببنج عام. نقابة الأطباء الاتحادية نشرت إحصائية عن الأخطاء الطبية لعام 2008 تشير إلى أن المرضى الألمان رفعوا خلال السنة أكثر من 40 ألف شكوى ضد أطباء بتهمة ارتكابهم أخطاء جراحية وعلاجية وتشخيصية أدت إلى إلحاق الضرر بالمريض نفسيا وجسديا. وتفيد الإحصائية بأن المحاكم الطبية منحت الحق للمرضى في ثلث هذه الحالات، أي أكثر من 13 ألف حالة، ونال المرضى تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم.
من جهة ثانية، تقدم نحو 11 ألف مريض بشكاواهم مباشرة إلى نقابة الأطباء الاتحادية، ووجدت الأخيرة أن المرضى كانوا على حق في 2090 حالة وما زال الخلاف جاريا حول بضعة آلاف أخرى، مع العلم أن الأخطاء ألحقت عاهات وأضرارا دائمة بنحو 1695 مريضا.