الألمان بين البطالة وخطر انتشار إنفلونزا الخنازير

النساء في المتوسط أكثر «تمارضا» من الرجال

TT

يتغيب الألماني عادة عن العمل 12 يوما في السنة بدعوى المرض، وهو ما يؤثر على العمل والإنتاج في الدوائر والشركات، لكن الخشية من البطالة جعلت الألمان هذه الأيام ينسون «التمارض»، ويصرّون على الذهاب إلى أعمالهم، رغم حالات مرض حقيقية يعانون منها.

على ما يبدو، التبرير الأكثر منطقية لهذه الظاهرة هو أن الألمان وقعوا بين «سندان» البطالة المرتبطة بالأزمة الاقتصادية العالمية و«مطرقة» وباء إنفلونزا الخنازير الوافد إليهم عبر البحار. وبعدما كان متوسط أيام افتعال المرض يبلغ 14 يوما في السنة بين موظفي الحكومة، حسب تقدير شركات التأمين الصحية، اختفت هذه الأيام بقدرة قادر، وحل محلها إصرار على التوجه إلى مراكز العمل، رغم المرض، خشية فقدانه. معهد روبرت كوخ الطبي، من جانبه، لا ينظر بعين الرضا إلى هذا النوع من المواظبة والأمانة الوظيفية، بل أعرب عن خشيته من انتقال إنفلونزا الخنازير بسرعة أكبر بين المواطنين الألمان، في حال واصلوا المجيء إلى مكاتبهم ودوائرهم ومصانعهم وهم مرضى. ومن ثم، ناشد المعهد المرموق الموظفين «المرضى رسميا» ضرورة البقاء في بيوتهم، أو في المستشفيات، وخصوصا حينما يتعلق الأمر بأعراض مرضية تشبه الإنفلونزا العادية، حرصا على منع تفشي المرض. وجاء في دراسة عمّمها المعهد أن خطر انتشار المرض يهدّد ثلث مواقع العمل بين الشركات الرئيسية في الاقتصاد الألماني. وبنى معهد روبرت كوخ تحذيراته على أساس دراسة أجراها معهد الإدارة الاقتصادية في مدينة هامبورغ (شمال ألمانيا)، وشملت 203 شركات خاصة وحكومية رائدة. وذكر مديرو 13% من هذه الشركات، في الدراسة، أنهم شكلوا سَلفا وحدات خاصة لمكافحة انتشار إنفلونزا الخنازير في مصانعهم، مع نسبة 27 % قالوا إنهم يخطّطون لإنشاء مثل هذه الوحدات.

وعبّر 76 % منهم عن اقتناعهم بإمكانية وقف خطر المرض عن طريق الإجراءات الوقائية فقط.

أما عن موضوع «التمارض» بين المعلمين الألمان على وجه الخصوص، حيث يتغيب المعلم لفترة متوسطها 13.9 يوم في السنة، فتتفوق النساء هنا على الرجال، لأنهن يتغيبن في المتوسط لفترة 14.9 يوم في السنة، مقابل 12.9 يوم فقط للرجال.