ميشيل أوباما والملكة إليزابيث تروجان لصيف زاهر في حدائق البيوت النمساوية

طلبة يسوقون بذكاء بذور الزنبق

TT

«أوبامي كوين».. عنوان مظروف رقيق تسلمته كل من وقفت أمام عربة الزهور المتحركة التي تحلق الزوار حولها، بعدما انتشر الخبر بين المتسوقين ممن يجذبهم سوق ضاحية كريزستندورف الموسمي في أطراف العاصمة النمساوية فيينا. ومع مزيد من «الرواج» كان الجميع حريصين على مظروفهم الذي يحتوي على نوعين من لونين مختلفين من أنواع بذور زهر الزنبق. والفكرة هي زرع نوعين من أنواع الزنبق الأسود والأبيض والأصفر والبرتقالي والوردي والأحمر، جنبا إلى جنب أو متقابلين.. في إشارة إلى الصداقة المتنامية بين ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما والملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، وهواية البستنة وزراعة الحدائق المنزلية. ولدت كما أوضح لـ«الشرق الأوسط» أحد باعة البذور، وهو مصري الجنسية، عند مجموعة من الطلبة جمعت بينهم هواية البستنة وحاجتهم إلى مهنة شريفة يكسبون منها مزيدا من المال أو «الفكة» أثناء العطلة الصيفية. وتابع أن هؤلاء الطلبة يستفيدون كثيرا من حب النمساويين لحدائقهم التي عادة ما يفضلون العمل فيها بأنفسهم، و«لكن بسبب طول فترة الشتاء، تحتاج عمليات الحفر والشتل وقلب التربة وتغيير الأصص في الحدائق الواسعة، خاصة في الفيلات الكبيرة في ضواحي المدينة الثرية، لأيد عاملة مساعدة يؤمنها الطلبة بكل ترحاب وبأجور لا تزيد عن 10 يورو للساعة». وأضاف البائع، واسمه مشير، أن «بمقدور الطلبة إنجاز العمل بحديقة كاملة في أقل من 3 ساعات، معتمدين بالطبع على أصص مزروعة جاهزة بنباتات موسمية، بما في ذلك بسطة من النجيلة الخضراء من الأنواع التي تباع بالمتر كلفائف ويمكن إزالتها أو الاحتفاظ بها». وذكر أن الفكرة لم تخطر لهم عبثا، بل جاءت نتيجة دراسات متأنية لما يحتاجه سوق العمل. ثم أردف بلهجة مصرية محببة «أصلو مصايب قوم عند قوم فوائد»، شارحا أن «الأزمة الاقتصادية وحالة الكساد الراهنة ستجبر نسبة عالية من المواطنين النمساويين على تمضية العطلة الصيفية في منازلهم أو الاكتفاء برحلات قصيرة، مما يعني أن العائلات ستحتاج للانشغال بهوايات منزلية، في مقدمها الحدائق.. ولو برعاية زرعة أو زرعتين في فضاء البلكونات الصغيرة. ولهذا فإننا نبيع هنا بعض البذور التي لا تحتاج إلى مساحات كبيرة البتة لتنمو وتضيف رونقا جميلا. وليس هناك أجمل من زهرة ميشيل وإليزابيث التي جنينا منها ذهبا».