طالبان يخدعان مجلة «باري ماتش» ويفوزان بجائزة أفضل تحقيق مصوّر

اعترفا بـ«فبركة» الصور.. فخسرا 5 آلاف يورو وميدالية الفوز

TT

نجح طالبان جامعيان في خداع مجلة «باري ماتش» الباريسية وتمكّنا من الفوز بـ«الجائزة الكبرى» في مسابقتها السنوية للتحقيقات المصورة، ليعلنا بعد نيل الجائزة أن الصور التي تقدّما بها حول ظروف الفقر التي يعيشها الطلبة في فرنسا كانت «مفبركة». كانت المجلة قد نشرت التحقيق المزعوم في عددها الجديد الصادر منذ يومين. ومنحت الأربعاء الماضي، جائزتها الكبرى لعام 2009 للتحقيق المصوّر الذي أنجزه غييوم شوفان وريمي هوبير، وهما طالبان في المعهد العالي لفنون التزيين في مدينة ستراسبورغ. غير أن الفائزين أعلنا من فوق منبر جامعة باريس ـ السوربون، في العاصمة الفرنسية، أن صور التحقيق كانت «تمثيلا في تمثيل» وأن الطلبة الظاهرين فيها هم من الزملاء المتواطئين في الخدعة. وأوضح الفائزان أن الفكرة خطرت لهما بعدما لاحظا أن التحقيقات الفائزة في العام الماضي كانت تعكس نظرة محدودة للعالم، وهي أقرب إلى الصور التي تلتقط في الإجازات والنّزهات أكثر منها تحقيقات تبيّن المشاكل الحقيقية للمجتمع. وأضافا أن التقاط صور مكبّرة لأطفال دامعي الأعين، لا تعكس المآسي التي تمرّ بها بعض دول العالم. التحقيق الفائز اشتمل على صور مختلفة تعكس الواقع المؤلم لفئة واسعة من طلاب الجامعة. منها صورة لطالبة اضطرت لامتهان البغاء لدفع مصاريف الدراسة، ولطالب أفريقي يعمل ليلا ليتمكن من مواصلة الدراسة نهارا. ونفا الطالبان صفة التزوير وأكّدا أنهما استندا في التحقيق على شهادات زملاء لهما وعلى تقارير لجمعيات تنشط في تقديم المعونات للطلبة المعوزين. الطريف، أن لجنة تحكيم المسابقة قرّرت منح غييوم وريمي ميدالية «الجائزة الكبرى» رغم اعترافهما بفبركة الصور، كما قدّمت لهما صكا بمبلغ 5 آلاف يورو. لكن المجلة تراجعت عن قرارها وأعلنت على موقعها الإلكتروني، أمس، سحب الجائزة والمبلغ من الفائزين الشابين لمخالفتهما شروط المسابقة، وخروجهما على فلسفة اعتماد الحقيقة التي دافعت عنها المجلة طوال 60 سنة من عمرها.