ألمانيا: محاكمة مريض بالكبد الفيروسي عض ضيوف حفلة

كان قناصا إبان حرب الصرب على البوسنة

TT

قال الصربي الأصل دراغان ف. للقاضي إنه عض ضيوف حفلة في مدينة شفور البافارية (جنوب ألمانيا) لأنه يعاني من «صدمة ما بعد الحروب» التي تلازمه منذ حرب البلقان الأهلية. كما حاول المتهم إثبات أنه لم يكن، وقت الحادث، على علم بإصابته بمرض «التهاب الكبد الفيروسي ـ سي» الذي ينتقل عبر الدم.

وكان دراغان ف. قد هاجم حفلة أقامها أصدقاء على مرج أخضر في المدينة وعض امرأتين في صدريهما، وأخريات في الذراع وعدة أفراد آخرين، من الجنسين، في الرسغ ومناطق أخرى من أجسامهم. وبعد توقيفه زعم المتهم أنه لا يتذكر كيف حصل ذلك ولا أي من تفاصيله، لكنه يذكر أنه كان ثملا ومكتئبا للغاية.

في أي حال، ومن حسن حظ الصربي «المسعور» بالفيروس الكبدي أنه «لا يتذكر» ما جرى بسبب السكر، لأن قائمة التهم التي وجهتها النيابة العامة إليه تتعدى العض وإلحاق الضرر الجسدي ونقل الأمراض المعدية والتجاوز على حريات الآخرين، إذ قال زوار الحفلة إن دراغان ف. استل أيضا سكينا وأصاب أحدهم في الرقبة بجرح طوله عدة سنتيمترات قرب الشريان العنقي، كما هاجم ضيفا آخر بشطبة سكين على الفخذ، إلا أن الهاتف الجوال في جيب الضيف أنقذه من جرح خطير.

وبينما عزت محامية المتهم سلوك موكلها إلى «صدمة ما بعد الحروب» وحالة السكر التي كان فيها، تحدث دراغان عن اضطهاد مستمر تعرض له طوال حياته لأنه «غجري» وصربي الأصل. لكن ممثل الدفاع استشهد بأقوال شهود أفادوا بأنه استفز جماعات أخرى في المرج قبل مهاجمته ضيوف الحفلة.

وتبين أن المتهم ولد في صربيا، ثم هرب من عنف أبيه إلى النمسا في سن الـ12 سنة وأمضى حياته هناك متشردا في الشوارع. وبعدها أبعد قسرا من النمسا إلى صربيا في عمر 17 سنة لإدمانه المخدرات وارتكابه سلسلة من الجرائم الصغيرة منها السرقة والتعرض للآخرين بالضرب. وفي صربيا خدم في الجيش قناصا، وقاتل في كرواتيا والبوسنة حتى انتهاء الحرب. وعندها عبر الحدود النمساوية إلى ألمانيا بشكل لا شرعي وعمل في ميونيخ منذ 2007 بشكل غير شرعي أيضا. ولزم دراغان الصمت حين سأله القاضي عن المهمات التي نفذها في البوسنة باسم الجيش الصربي.