الجوال أهم للألمانيات من أدوات الماكياج

وفق استطلاع أجري على مستوى البلاد

TT

يكشف تاريخ ألمانيا الحديث أن نساء فترة العشرينات من القرن الماضي، وفي ظل أقسى أزمة اقتصادية مر بها العالم الرأسمالي، اضطررن إلى التخلي عن سياراتهن وبيوتهن، من أجل توفير لقمة العيش، لكنهن لم يتخلين قط عن حقائبهن وأحذيتهن.

لكن «إلكترونيات» القرن الواحد والعشرين، ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية الحالية، تركت بصماتها الواضحة على مزاج النساء وأولوياتهن. فألمانية اليوم، كما يكشف استطلاع جديد للرأي، مستعدة للتخلي عن عدة الماكياج والحقيبة، بل حتى الحذاء، لكنها لا تتخلى عن هاتفها «الجوال» (الموبايل).

فقد نشرت مجلة «بيترا» النسائية الألمانية نتائج استطلاع للرأي بين 3000 امرأة، بين سنَّي 18 و45 سنة، تفيد بأن أولويات النساء تغيرت تماما، إذ تفضل 28% من النساء التخلي عن الماكياج وعن الحقيبة، وعن السينما والمسرح والسهر مع الأصدقاء، على التخلي عن «الجوّال». وردا على سؤال الاستفتاء حول آخر شيء يمكن للمرأة التخلي عنه في ظل الأزمة القائمة، قالت 24% إن ذلك هو الملابس والأحذية والحقائب، تلي ذلك عدة الماكياج (21%) والأكل في المطاعم (19%) والسينما والمسرح وجلسات السمر مع الأصدقاء (16%).

وأشار معهد «جيفيس» لاستطلاعات الرأي، الذي أجرى الاستفتاء لمجلة «بيترا»، أن النساء برّرن تعلقهن بالهاتف الجوّال برغبتهن على الحفاظ على العلاقات والاتصالات كمخرج من الأزمة.

وكان معهد «جيفيس» قد حذر الرجال قبل شهر في دراسة لصالح مجلة «لافيفا» تقول إن 54% من النساء لا يخبرن أزواجهن بالسعر الحقيقي لآخر حذاء اشترينه. هذا مع نسبة 46% من النساء قلن إنهن يكذبن حينما يتعلق الأمر برضاهن عن أداء الزوج واجباته الزوجية. والمشكلة هي أن 79% من النساء قلن إنهن يكذبن على الرجال دون أي تأنيب ضمير لأنهن يردن خيرا.

وتأكيدا على أهمية «الجوّال» للنساء، أوردت الصحافة المحلية في ولاية بافاريا، بجنوب ألمانيا، خبر سقوط فتاة (13 سنة) من شبّاك غرفتها في الطابق الثالث بسبب اندماجها في الحديث مع صديقة لها تقف أمام النافذة عبر الشارع. وتعرضت البنت لعدة كسور في جسدها، لكنها لم تقض نحبها بفضل اتصال صديقتها السريع بالإسعاف ونقلها بالهليكوبتر.