الشوكولاته الداكنة.. من متعة مذاقية إلى علاج مضمون النتائج

TT

تزعم الأسطورة أن كعكة الشوكولاته النمساوية الشهيرة المعروفة باسم «زاخر تورته» صنعت لأول مرة في العاصمة النمساوية فيينا بمحض المصادفة، عام 1832. وذلك بعدما أوصى كبير الطباخين بفندق «زاخر» الشهير العريق، الذي كان مريضا يومذاك، مساعده بصنع كعكة للإمبراطور، فاستخدم المساعد الشوكولاته الداكنة. وهكذا ظهرت إلى الوجود أشهر كعكة لا تزال وصفتها الأصلية غاية في السرية، يحتفظ بها الفندق ـ الذي أعطاها اسمه ـ وكأنها سر حربي لا يجوز البوح به بتاتا. واليوم، اعتمادا على الشوكولاته الداكنة ذاتها، تسعى أكثر من جهة إلى تسويق صرعات تجميلية جديدة تحت شعار «dark chocolate new look» مروجة لمعالجات للبشرة قوامها «الذهب الأسود» أو الشوكولاته الداكنة، وذلك لدرء آثار ارتفاع درجات الحرارة الاستثنائية التي لم تعتدها فيينا.

بعض الإعلانات تنصح السيدات بالتخلي عن اللهاث وراء اكتشاف سر الوصفة الأصلية لكعكة «زاخر»، والاستمتاع بدلا من ذلك بالشوكولاته الداكنة لتجميل بشرتهن والحفاظ على شبابها بالاسترخاء في حمامات تفيض بمحلول الشوكولاته الدافئة التي تغمر الجسد بأكمله، وبسعر لا يتجاوز الـ190 يورو لشطفة كاملة. وللعلم، يصل سعر عملية التدليك بخلطة مصنوعة من الشوكولاته لتنشيط القدمين والوجه إلى مبلغ 115 يورو، في حين لا يتجاوز الاكتفاء بالتعرض فقط لبخار حار بنكهة الشوكولاته عن 60 يورو، والهدف تفتيح مسام البشرة بغرض زيادة صفائها ونقاوتها وإكسابها النضارة والإشراق، بعد تنظيفها من الخلايا الميتة. هذا، وتعود فكرة استخدام الشوكولاته الداكنة كمادة تجميلية إلى محاولة الاستفادة من المكونات الأساسية لزبدة الكاكاو التي تضم مواد مضادة للأكسدة كمادة البوليفونيول poly phenol الفاعلة في مقاومة مسببات شيخوخة الخلايا، بالإضافة إلى أن البروتينات المتوافرة في الكاكاو تعمل على تنشيط الدورة الدموية مما يساعد بدوره على شد البشرة فتختفي التجاعيد، ما يجعلها أكثر نضارة. كذلك تساعد مادة الثيبرومين Theobromine في تهدئة المزاج وإشاعة موجة من الإحساس بالسعادة والفرح!