المكتبة الوطنية الفرنسية تنصاع لـ«غوغل».. للانتقال إلى العصر الإلكتروني

المفاوضات جارية للاتفاق على نقل محتويات 14مليون كتاب

TT

بدأ المشرفون على المكتبة الوطنية الفرنسية التفاوض مع «غوغل»، محرك البحث الشهير على شبكة الإنترنت، بهدف الاستعانة بإمكانياته لتسجيل كل مقتنيات المكتبة من كتب وصور ومخطوطات على أقراص أو حاويات رقمية. ويتوقع المفاوضون التوصل إلى اتفاق قريب للحفاظ على ما تحويه المكتبة، الشهيرة عالميا، من ثروة معرفية تتمثل في 14 مليون كتاب ومطبوع.

المشرفون على المكتبة الوطنية الفرنسية انصاعوا لضرورة اللجوء إلى «غوغل» بعدما أعياهم ارتفاع كلفة عملية النقل الإلكتروني. إذ تتراوح كلفة نقل الصفحة الواحدة من صفحات الكتب بين 0.12 و0.74 من اليورو، حسب نوع الحافظة وحجمها ونوعية الحفظ. وبهذا فإن المكتبة تحتاج إلى 80 مليون يورو، على الأقل، لنقل القسم الأكبر من محتوياتها إلى أقراص رقمية بجهودها الخاصة، بينما لا تزيد ميزانيتها المخصصة لهذا الغرض عن 5 ملايين يورو. ويأمل الفرنسيون مواصلة برنامجهم الخاص بموازاة الاستعانة بمحرك البحث «غوغل» الذي سيسمح بالتسريع في العمل والتوسع فيه.

الجدير بالذكر، أن مكتبة مدينة «ليون»، وسط فرنسا، كانت سباقة إلى الاستفادة من خبرات «غوغل» في تأسيس مكتبة إلكترونية يمكن لمتصفحي «الإنترنت» مطالعة كتبها مجانا، عدا بعض المؤلفات الخاضعة لحقوق خاصة. ومنذ 2004 تعاونت 29 مكتبة من أكبر مكتبات العالم مع «غوغل» لنقل وثائقها الورقية إلى عصر المعلوماتية الإلكتروني، هذا بالإضافة إلى 25 ألف ناشر من مختلف القارات. وأبرز من استفاد من خدمات «غوغل» المكتبة البودلية الشهيرة في جامعة أُكسفورد البريطانية.

ومما تجدر الإشارة إليه أن المكتبة الوطنية الفرنسية رأت النور في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت تدعى «مكتبة الملك» بعد أن أفسح شارل الخامس مكانا لها في قصر «اللوفر». وهي قد تنقلت بين عدة مبان قبل أن تستقر، بجزئها الأكبر، في صرحها الحديث الحالي على الضفة اليسرى لنهر السين، في الدائرة الثالثة عشرة من العاصمة، ويصار إلى تدشينها عام 2004 باسم «مكتبة فرنسوا ميتيران». وثمة ثماني أماكن أُخرى تتوزع فيها مقتنياتها.