كبير مفتشين ألماني يدعي على ابنة 4 سنوات بتهمة القذف

حتى الطفولة ما عادت ذريعة كافية

TT

انتهت العطلة الصيفية في ألمانيا، وكان على الطفلة «ماريا ج» (4 سنوات) أن تعود إلى روضة الأطفال في مدينة تراونشتاين (ولاية بافاريا) بجنوب البلاد، لكنها ذهبت، عوضا عن ذلك، بصحبة والديها والمحامي لمقابلة القاضي. فالطفلة متهمة بالقذف والشتم لأنها أشارت بإصبعها الأوسط إلى كبير مفتشي الشرطة في المدينة.

بدأت المشكلة بين ماريا وكبير المفتشين «فولفغانغ م» في الشهر الماضي، بعد شجار بسيط بين الطفلة وابن كبير المفتشين في الحديقة المجاورة. ويومذاك كان الطفلان يلعبان في صندوق الرمل، ويصنعان من رمله البيوت والأشكال المختلفة، ثم تشاجرا بسبب صب الصبي الماء على «قصر» جميل صنعته أحلام ماريا. وهنا تدخل «فولفغانغ م»، بكل ما يملكه من خبرات في التحقيقات الجنائية، إلى جانب ابنه الصغير، وعنف الطفلة على صوتها العالي. وذكر كبير المفتشين في دعواه أن ماريا بصقت على سيارته بعد انتهاء الشجار ورفضت الاعتذار عن ذلك. كما طرق المفتش باب الجيران وهدد والدي الطفلة بضربها في حال تكرارها الفعلة.

وبعد ثلاثة أسابيع من ذلك الحادث، وبينما كان يغادر البيت بسيارته، أشارت له الطفلة بإصبعها الأوسط بشكل مهين. وعلى الفور أرسل فولفغانغ سيارة شرطة إلى بيت ماريا لبحث الأمر مع الوالدين، ثم رفع دعوى «قذف» ضد الطفلة بعدما رفض الوالدان الاعتذار عن تصرف طفلتهما. وفي المقابل، تقدم رولاند نيتزر، محامي ماريا، بشكوى تحريرية إلى وزارة الداخلية البافارية ضد كبير مفتشي تراونشتاين، متهما إياه بـ«الإساءة إلى سمعة رجال الشرطة». وقال المحامي نيتزر في شكواه «إن رد فعل الشرطي المبالغ فيه سيهز ثقة الطفلة ماريا في قدرات رجال الشرطة ورجال الدولة». وأضاف المحامي أنه يشك في وجود نوايا «سيئة» وراء إشارة الطفلة لكبير المفتشين، وأكد أن ماريا لا تعرف أساسا معنى ما فعلته. وتابع أنه يشك أيضا في إمكانية أن يكون فولفغانغ قد شاهد حقا إصبع الطفلة الصغير من خلال زجاج السيارة ومن على بعد 20 مترا.