صحف فرنسية تتهم الحكومة باستئجار الناس لامتداحها

الحادث يذكر بزيارة قام بها رئيس وزراء بريطانيا السابق مع وزير خزانته لشارع لندني

TT

تواجه كثير من حكومات العالم حملات عدائية من وسائل الإعلام المختلفة بسبب الضائقة المالية التي يمر بها الناس، خاصة عندما تكون هناك مظاهر للبذخ تبين الفجوة الشاسعة بين السياسيين وعامة الناس. واتهم صحافيون فرنسيون وزيرا باستخدام متسوقين مأجورين لامتداح الحكومة خلال زيارة ميدانية لمتجر أعد لها سلفا وذلك في إطار جولة للترويج لسياسات حكومية صديقة للمستهلك، إلا أنها تحولت إلى كابوس علني. وشك صحافيون مرافقون لوزير التعليم لوك شاتيل في زيارته إلى متجر منعزل في فيلنوف لو روا وهي مدينة واقعة جنوب شرقي باريس عندما اجتاح فجأة عدد من المتسوقات الأنيقات الأجنحة الخاوية. وقال هؤلاء إن النساء وقفن أمام الكاميرات وامتدحن دعم الحكومة لتجميد أسعار بعض الأدوات المكتبية قبل بداية العام الدراسي الجديد. وكان من بين النساء اللائي كن في المتجر فرجيني مينيل وهي سياسية محلية تنتمي إلى حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي ينتمي إليه أيضا الوزير شاتيل. وقالت الصحافية سيليا كويريت في راديو «فرانس إنفو» «ربما كانت فرجيني هناك بالصدفة لكن يمكن أن تشك في هذا». وقالت مينيل للصحافية، كما جاء في تقرير وكالة «رويترز»، إنها كانت في المتجر صدفة وإنه كان خاويا تقريبا كالعادة في صباح هادئ في شهر أغسطس (آب). وذكرت صحيفة «ليبراسيون» اليسارية أن صحافيين شاهدوا بعض النساء اللائي التقين بالوزير يغادرن معا في سيارة من دون أن يشترين شيئا. وأحجمت متحدثة باسم شاتيل عن التعليق وقالت إن الوزارة تجهز ردا. وقالت هيئة العلاقات العامة في حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية إنها لا يمكنها التعليق على الفور. وأصدرت سلسلة فرنسية للمتاجر بيانا يوم أمس الأربعاء قالت فيه إنها رتبت لوجود عدد من العاملين خلال زيارة الوزير. وقالت إن الإدارة هي التي اتخذت هذا الإجراء ولا علم للوزير بالأمر. وفي حادث بريطاني شبيه نشرت صحيفة «الغارديان» قبل سنوات صورة لشارع في جنوب لندن خلال زيارة رئيس الوزراء توني بلير آنذاك يرافقه وزير الخزانة غوردن براون رئيس الوزراء الحالي. وفي الصورة بدا الشارع طبيعيا وفيه ناس يتحركون باتجاهات مختلفة إلا أن الصحيفة قامت بتحرياتها المهنية اللازمة وتبين أن معظم من في الصورة ينتمون لأجهزة حكومية مختلفة. ونشرت الصحيفة الصورة للشارع مع تعريف بالأشخاص وتساءلت كيف يمكن أن يوجد كل هؤلاء في المكان نفسه من دون ترتيب.