«موقف وهمي» للحافلات للمساعدة في علاج المصابين بالزهايمر

تجربة مثيرة في مدينة كولون الألمانية

TT

افتتح في مدينة كولون، بغرب ألمانيا، أول موقف «وهمي» لخط حافلة وهمي لنقل الركاب يعتقد الأطباء أنه سيساعدهم في علاج المسنّين الذين يعانون من مرض الزهايمر (أحد أنواع الخَرَف). ويمكن للعجائز من «دار رعاية المسنين»، القريب من موقف الحافلة الوهمي، أن ينتظروا ساعات يوميا مجيء حافلة النقل «غودو» التي يفترض أن تنقلهم إلى بيوتهم.

يحمل الموقف القريب أيضا من نهر الراين اسم «ريلر هايمشتيتن». ويقول الدكتور رالف هاينر إن من الصعب تمييز هذا الموقف عن مواقف الحافلات العادية الأخرى لأن مؤسسة النقل في كولون ساعدت في إنجازه. والموقف مزوّد بالعديد من المقاعد وأحواض الزهور التي يحميها سقف من الزجاج. ولقد علق المصممون العديد من الصور الملتقطة للمسنين وهم في دار العجزة وفي الموقف انطلاقا من الرغبة بتذكيرهم بالواقع.

مما يذكر أن الأطباء والموظفون الصحيون في دار العجزة يعانون من إلحاح المسنين على ضرورة العودة إلى بيوتهم رغم أنهم منذ سنوات بلا بيوت ويعيشون في الدار. ويقول موظف الرعاية أوتو لودورف إن المسنة إلزا هيلشر (82 سنة) تطالبه يوميا بضرورة اصطحابها بالحافلة إلى البيت، كما تطالبه أخرى عشرات المرات يوميا بضرورة الذهاب معها لزيارة زوجها، رغم أن زوجها توفي منذ أكثر من عشر سنوات.

ويرى الدكتور هاينر أن موقف حافلة نقل الركاب يعود إلى الذاكرة القريبة للإنسان، ويمكن أن يحفّز آخر الذكريات لدى المعانين من الألزهايمر. وكان المسنّون يجلسون كل يوم لساعات في موقف الحافلة، عند تجربته، ثم يغادرونه بعد بضع ساعات بصحبة موظفي الرعاية الصحية دون أن يتذكروا سبب مجيئهم إلى الموقف. وثبت أيضا أنهم يذهبون في اليوم الثاني عن طيب خاطر دون أن يتذكروا عبث انتظار اليوم السابق، ويجلسون بهدوء في انتظار مجيء الحافلة مجددا. ويروي لودورف أن هيلبرت باور (92 سنة) جلس 4 ساعات بانتظار «الحافلة غودو» بلا ملل. وقال العجوز عند اصطحابه ثانية إلى دار العجزة إنه تمتع كثيرا بزيارة أحفاده واللعب معهم، بل وسأل عما إذا كان بالإمكان إعادة الكرّة في اليوم التالي. لكن موظف الرعاية يأمل بأن يتذكر العجوز يوما من خلال صوره اليومية وهو جالس في الموقف، بأن الحافلة لن تأتي.