ستجرى الانتخابات المحلية في مدينة كولون، بغرب ألمانيا، يوم الأحد المقبل. وقد تسفر المعركة الانتخابية والسياسية الحامية عن إعادة المجلس البلدي إلى أيدي قوى اليسار بعدما فقدتها لخمس سنوات، لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية، عام 2004 لصالح اليمين. ولكن، في حين تعاني لجنة الانتخابات من قلة المشرفين على الانتخابات، وتحثّ المواطنين على التطوع لهذه المهمة، تجتذب شركة «كروجر» عشرات الآلاف منهم إلى مسابقة لاحتساء القهوة. شركة «كروجر» لإنتاج وتوزيع القهوة، تحضر في الواقع، لأكبر حفلة في العالم لاحتساء القهوة بهدف تسجيلها في «كتاب غينيس للأرقام القياسية» الشهير. وجرى اختيار «حديقة الشباب» على الجانب الأيمن من نهر الراين، في مدينة كولون، لاستقبال 10 آلاف مشاهد و600 شخصية مهمة سيحتسون القهوة في آن واحد. وهذا يعني أن 40 ناقلة ضخمة ستتولى نقل الكراسي والمناضد والمستلزمات الأخرى للضيوف والمشاهدين، إضافة إلى 10 ناقلات أخرى ستتولى نقل القهوة والماء وقطع الكاتو... إلخ. وسيحرص 120 عاملا على خدمة الضيوف ويسهر عدد آخر غير معروف على توفير القهوة للمشاهدين.
من ناحية ثانية، ستشارك أكثر من محطة تلفزيون في نقل وقائع الحفل الذي تتخلله ثلاثة برامج مسابقات، ومجموعة من البرامج الترفيهية، ومسابقات التكهن بنوع القهوة من مذاقها، والرقصات التي تقدمها فرقة «التشيرليدر» التابعة لفريق نادي 1. إف. سي. كولون لكرة القدم. كما سيشارك عدد من الفرق الموسيقية في إحياء الحفل الذي يستمر إلى ما بعد الظهر. أما المشكلة الوحيدة التي قد تبرز للمنظمين، فهي أن الحفلة مفتوحة والدخول مجاني. وهذا يعني، بالتالي، أنه من المحتمل أن يرتفع عدد المشاركين إلى رقم قياسي يتجاوز توقعات خبراء «كتاب غينيس». وربما تجتذب الحفلة أيضا هواة شرب القهوة في الهواء الطلق من هولندا وبلجيكا القريبتين. يقود الحملة لصالح شركة «كروجر» الفنان هابه كيركلينغ الذي يتنكر منذ أشهر بزي المرأة «جيزيلا» ويشرب القهوة في الإعلانات المصورة في مختلف الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية. وطبيعي أنه سيكون للمرشحين السياسيين في الانتخابات أيضا موقعهم بين الضيوف. ويتوقع أن تتحول الحفلة إلى ميدان للتنافس بين المرشح الاشتراكي يورغن روتر، ومرشح اليمين بيتر كورت، ومرشح الليبراليين رالف شتريك. وسيحاول كل من المرشحين الإثبات للجمهور أن وعوده الانتخابية لا تقل مصداقية عن خبرته في شرب القهوة الطازجة.