السود في فرنسا يعترضون على عنصرية «تانتان»

طالبوا وزير الثقافة بإضافة مقدمة تحذيرية لمغامرة الصحافي في الكونغو

TT

دعا المجلس التمثيلي لجمعيات السود في فرنسا، وزير الثقافة فريدريك ميتيران، أمس، إلى أن يتخذ موقفا من إعادة طباعة كتاب مصور من سلسلة كتب الصغار «تانتان»، بحجة احتوائه على أفكار عنصرية. وطلب المجلس أن تضاف إلى الكتاب ديباجة تحذيرية تفسر السياق الذي كتبت فيه تلك القصة.

كان الكتاب الذي سبق وصدر تحت عنوان «تانتان في الكونغو» قد أثار انتقاد طائفة من القراء وأثار استهجان النقاد، مع العلم أن طبعته الأولى تعود إلى عام 1931، عندما كان الكونغو مستعمرة بلجيكية. وهو يروي حلقة من مغامرات الصحافي الصغير «تانتان» (تم تم بالعربية) وهو يزور ذلك البلد الأفريقي ويلتقي بأهله الذين يصورهم الكتاب على أنهم سذج وأغبياء، بحيث يعمدون، لا إلى تبجيل الصحافي الأبيض فحسب، بل، وكلبه «ميلو» أيضا. وشددت الجمعيات في طلبها على ضرورة أن تضاف إلى الطبعة الجديدة مقدمة موجهة، بالأخص، إلى القراء من صغار السن، تنبههم فيها إلى أن الأحداث جرت في زمن ماض ولا بد من أخذ مسافة مع أي سخرية محتملة واردة فيه. وهي تريد من وزير الثقافة أن يدعم الطلب الذي تقدمت به إلى دار «كاسترمان» ناشرة السلسلة. ويرى أصحاب الطلب أن على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها لحسم هذه القضية.

الكتاب موضوع المشكلة هو الثاني من سلسلة في 23 كتابا تتضمن مغامرات صحافي شاب مقدام صدرت بعنوان «تانتان وميلو»، كتبها وصورها المؤلف والرسام البلجيكي جورج بروسبير ريمي (1907 ـ 1983) الشهير بلقب «هيرجيه» الذي يعتبر «أبو الرسوم المصورة» في أوروبا. وحققت السلسلة نجاحا عالميا وبيع منها 220 مليون نسخة، في طبعات مختلفة، وترجمت إلى 77 لغة، منها العربية.

ووجهت لهيرجيه، بعد الحرب العالمية الثانية، تهمة التعامل مع العدو النازي. كما تعرض للانتقاد بسبب الحس العنصري في عدد من قصصه. وظلت التهمتان تلوثان سيرته، الأمر الذي دفعه، في سنواته الأخيرة، إلى الإقرار بالحرج الذي يشعر به إزاء ما بدر عنه.