علاج جيني ناجح.. لعمى الألوان

بعد إدخال الجين المسؤول عن اللون الأحمر إلى شبكية العين

TT

في عملية رائدة تمهد الطريق لعلاج عمى الألوان لدى الإنسان، نجح علماء أميركيون في جامعتي واشنطن في سياتل وفلوريدا في علاج عمى الألوان لدى أفراد من فصيلة من القرود بتوظيف طرق العلاج الجينية. ويعتبر عمى الألوان من أكثر حالات الاضطرابات الجينية شيوعا وينتشر لدى نحو 8 في المائة من الرجال و0.5 في المائة من النساء من الجنس القوقازي. وهو ينتقل عبر كروموسوم «اكس» الأنثوي ويعاني المصابون به من عدم تمييزهم بين الألوان في جزء الطيف الشمسي الذي يضم الأخضر والأحمر والأصفر، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة قراءتهم للخرائط الملونة أو أحيانا التمييز بين الإشارات عند مفترقات الطرق.

ويتمتع أصحاب النظر السليم بثلاثة أنواع من المخروطات الحساسة للألوان الأزرق والأخضر والأحمر التي توجد في شبكية العين. وقد درس العلماء الأميركيون اثنين من القرود فقد منهما جين يسمى «أل أوبسين» L opsin الخاص بمخروط حساس للون الأحمر يوجد في الشبكية. يؤدي فقدان هذا الجين نفسه لدى الإنسان إلى عدم تمييزه بين اللونين الأحمر والأخضر.

وتعرف العلماء على إصابة هذين القردين بعمى الألوان لأنهما كانا يخضعان لاختبارات يجب عليهما فيها لمس عدد من الأزرار الملونة على شاشة إلكترونية للحصول على مكافآت غذائية. وقالوا في الدراسة التي نشرتها مجلة «نتشر»، إنهم أعادوا النظر الطبيعي إلى القردين بعد حقنهما بفيروس تم تحويره لنقل الجين «أل أوبسين» نحو شبكية العين. وبعد 24 أسبوعا من العلاج رصد العلماء انزياح حساسية الشبكية نحو اللون الأحمر، ثم أخذ القردان في تمييز نقاط ملونة باللون الرصاصي والأخضر والأحمر.

وأظهر العلاج الجيني قدرة العقل على إعادة تشكيل خطوط أعصابه لكي يستفيد من المستقبلات الجديدة التي تم إدخالها إلى الجسم، حتى بعد تخطي مرحلة البلوغ، على الرغم من الاعتقاد السائد بأنه يمكن إضافة مراكز للإحساس بالألوان إلى المخ البشري فقط خلال المراحل الأولى من العمر عندما يكون المخ طريا. وقال العلماء إن نظر القردين ظل سليما بعد مرور سنتين على العلاج.