إضراب «رعاة البقر» الألمان يودي بحياة الأسماك

احتجوا على تراجع أسعار الحليب فانتهوا متهمين أمام القضاء

TT

يواصل الفلاحون الألمان، وخصوصا «رعاة البقر»، إضراباتهم منذ أكثر من سنة بسبب تردي أسعار الحليب وتأخر المساعدات الموعودة من الاتحاد الأوروبي. وكان الفلاحون، في سياق احتجاجاتهم على تدني أسعار حليب أبقارهم، قد تعوّدوا على سكب آلاف اللترات من الحليب في الشوارع. لكن إضراب «رعاة البقر» الألمان ضد مؤتمر وزراء الزراعة في الولايات الألمانية أدى إلى نتائج معاكسة هذه المرة، فقد أدى سكبهم الحليب أمام مبنى الاجتماع إلى موت آلاف الأسماك التي كانت تعيش في بحيرة قريبة، إذ تسلل الحليب من شبكة تصريف مياه الأمطار إلى البحيرة وأدى إلى هلاك السمك بـ«التسمم الحليبي»، وبالتالي رفعت النيابة العامة دعوى قضائية ضد نقابة الفلاحين المضربين بتهم «القتل غير المتعمد»، وهدر الثروة السمكية، والإضرار بأملاك الغير، وتلويث المياه الجوفية. وللعلم، تعود ملكية البحيرة الصغيرة إلى دير قريب للرهبان في هيلفتا في ولاية سكسونيا ـ آنهالت (شمال شرقي ألمانيا)، واعتاد الرهبان منذ سنوات على تربية الأسماك الملونة والنادرة فيها. ويقول الرهبان إن البحيرة كانت مليئة بالسمك الذهبي والأسماك الملونة الأخرى ذات الأسعار المرتفعة.

وكان الوزراء قد عقدوا اجتماعهم يوم الجمعة الماضي في مدينة ايسليبن بالولاية المذكورة، من دون أن يدرجوا مشكلة أسعار الحليب في جدول أعمالهم. وعندها تجمع مئات الفلاحين في تراكتوراتهم احتجاجا على الاجتماع وللمطالبة برفع أسعار الحليبـ ومن ثم اقتحم نحو 200 فلاح غاضب مكان الاجتماع وهدّدوا بإغراقه بالحليب، ثم نفذوا تهديدهم لاحقا بأن أراقوا أكثر من 14 ألف لتر منه في الشارع أمام مكان الاجتماع.

مصادر رجال الشرطة أشارت إلى أن رهبان الدير رفعوا من البحيرة نحو طن من الأسماك الميتة في نهاية الأسبوع الماضي، ثم 1.5 طن يومي الاثنين والثلاثاء، ومن المحتمل أن يؤدي التسمم بالحليب إلى موت المزيد منها رغم محاولة تخفيف تركيز الحليب عن طريق ضخ المزيد من المياه في البحيرة.

عدا عن ذلك اجتاحت ضفاف البحيرة وشوارع المدينة الصغيرة رائحة السمك الميت ورائحة الحليب الفاسد.