«قصة موت معلن» بطلها شاب ألماني

جروح على جثته تدحض احتمال الانتحار

TT

تبدو الأمور في قصة موت الألماني رولف شميتز مثل موت البطل الشاب في «قصة موت معلن» للكاتب الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، فالجميع كانوا على علم بخطة القتل، بمن فيهم الضحية، لكن أحدا لم يحرك ساكنا لوقف الجريمة.

فشميتز (34 سنة) وجد مشنوقا في بيته قبل سنتين، واعتبر الأطباء الحادث يومذاك حادثة انتحار دون أن تعرف الأسباب. لكن نتيجة تشريح الجثة أثبت الآن أن الضحية فارق الحياة شنقا، ولذا تحقق النيابة العامة حاليا مع صديق للضحية، يملك الملايين، بتهمة القتل.

رجال الشرطة كانوا قد عثروا على شميتز مشنوقا في يناير (كانون الثاني) 2007 داخل شقته في بلدة فالدبرول (في غرب ألمانيا)، وبالقرب منه رسالة وداع يتحدث فيها عن عزمه على الانتحار. وآمن رجال التحقيق والأطباء بنظرية الانتحار دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن أسباب أخرى لما حصل. غير أن مصادر الشرطة أعلنت مؤخرا أن نتيجة تشريح الجثة، بعد 33 أسبوعا، كشفت عن جروح قاتلة في جسد الضحية. وأوضح فيلي تيفسن، المتحدث باسم الشرطة، أن الشرطة كانت قد اضطرت إلى فتح قبر شميتز وإرسال الجثة إلى مدينة مونشنغلادباخ لتشريحها، بعد ظهور رسالة أخيرة من القتيل تحذر من أنه قد يكون عرضة للاغتيال. ويستنتج من الرسالة أن الشاب كان على علم بوجود خطة لقتله، ولذلك حذر في الرسالة قائلا: «إذا عثرتم عليّ مشنوقا فاعرفوا أنني قد قُتلت». وبينما أحجم المتحدث عن الكشف عن مصدر الرسالة، وما إذا كانت تتطابق مع خط القتيل، فإنه أكد أن القاتل زوّر رسالة الوداع الأخير التي وجدت قرب الضحية.

إلى ذلك، تدور الشبهات حاليا حول رئيس شميتز في العمل، وحسب المتحدث باسم الشرطة فإن المشتبه فيه (61 سنة) يمتلك أكثر من 200 عقار، ويعتبر من أصحاب الملايين، وكان الضحية يعمل مراقب عمل في شركته. وفي المقابل يقول المشتبه فيه إن علاقته بالضحية كانت دائما على ما يرام حتى لحظة وفاته. واعترف بأن الشرطة فتشت بيته في جزيرة مايوركا الإسبانية بحثا عن أدلة، إلا أن التحقيق لم يسفر عن أي شيء. ويضيف أنه لا يعرف ما إذا كان رولف شميتز متورطا في أعمال مشبوهة أم لا، ومن المحتمل أن يكون انتحر وفي ذهنه إرباك الشرطة بقصة ملفقة عن القتل.