العثور على ست جثث من بينها واحدة للشاعر لوركا

العائلة تريدها مكانها والحكومة تريد التعرف عليها

TT

عثرت اللجنة الخاصة للبحث عن جثث الذين قتلوا إبان الحرب الأهلية الإسبانية (1936ـ1939) على ست جثث، يعتقد أن واحدة منها تعود للشاعر فدريكو غارثيا لوركا. وحسب الروايات المتناقلة تاريخيا، فإن لوركا كان قد نقل إلى منحدر قريب من مدينة غرناطة، جنوب إسبانيا، عند بلدة الفاكار (الفخار بالعربية) وهناك تم إعدامه مع خمسة آخرين. ولكن عائلة لوركا متحفظة حتى الآن حول الموضوع، ولا ترغب في نقل جثمانه، وتفضل تركه في مكانه، على العكس من رغبة ذوي أربعة آخرين يريدون مواصلة البحث لمعرفة هويتهم بالضبط، وقد يتم نقل جثمانهم لدفنهم في مكان آخر.

وذكرت مستشارة الحكومة المحلية لإقليم الأندلس بيغونيا الباريث بأن الجثث الست هي على عمق يتراوح بين 60 سنتيمترا ومتر و80 سنتيمترا، وقد اتخذت إجراءات عديدة منها إحاطة المنطقة بسياج حديدي، وستعتبر منطقة مغلقة تماما، وذلك للحفاظ على أمن وسرية البحث، وسيعلن عن هوية جثث أربعة فقط منهم عند انتهاء البحث تماما، وذلك برغبة شخصية من ذويهم، وستستعمل آخر الطرق العلمية الحديثة لمعرفة هوية كل شخص بالضبط، وقد يصعب تحديد هوية أحدهم وهو خواكين الكوياس لأنه لم يترك ذرية، ولكن الاتحاد العام للعمل اتخذ على عاتقه هذه المسؤولية.

وأعلنت الحكومة المحلية أنها قد وضعت شروطا عديدة على العاملين في البحث عن الجثث، وطلبت منهم التوقيع على وثيقة يتعهدون فيها عدم حمل هاتف نقال ولا كاميرا أو أي جهاز للتصوير أو لتسجيل الصوت عند دخولهم المكان. وستأخذ الحكومة المحلية على عاتقها تصوير عمليات البحث وتحديد الهويات، وستبقى سرية لحين الاتفاق على نشرها بموافقة أهالي المعدومين.

من جهتها أعلنت عائلة لوركا، أنها لا ترغب في تحديد هويته، وأنها تفضل تركه في مكانه، ولا تعرف حتى الآن الأسباب الحقيقة وراء هذه القرار، وأعلنت نفس الشيء عائلة الأستاذ ديوسكورو غاليندو الذي أعدم مع لوركا. معلوم أن الشاعر لوركا كان قد اقتيد عند بداية الحرب الأهلية الإسبانية، عام 1936، إلى ضواحي غرناطة، لتنفيذ حكم الإعدام فيه ولا يزال في الثامنة والثلاثين من عمره، مع خمسة آخرين، ولم يجرؤ أحد منذ ذلك الحين على البحث عنه، حتى أعلن قاضي المحكمة الوطنية بالتسار غارثون قبل فترة عن قراره المثير للجدل حول ضرورة البحث عن جثث الذين قتلوا إبان الحرب الأهلية الإسبانية التي انتهت بانتصار الجنرال فرانكو على الجمهوريين، بعد سقوط مئات الآلاف من القتلى، ومنهم الشاعر لوركا، كما توفي آخرون في السجن ومنهم الشاعر ميغيل أرناندث، وكذا هرب الكثيرون إلى خارج إسبانيا ومنهم الشاعر ألبرتي، صديق لوركا، الذي لم يعد إلى إسبانيا إلا بعد وفاة فرانكو.