كرنفال الراين يتحدى إنفلونزا الخنازير على «الطريقة الألمانية»

برلين تتسابق على اللقاح

TT

يقام كرنفال الراين في كولون سنويا منذ ما قبل ميلاد السيد المسيح، ولم يتم التخلي عنه سوى مرة واحدة خلال عام حرب تحرير الكويت، لكنه مهدد هذه المرة بالإلغاء بسبب إنفلونزا الخنازير.

وتثير اللجنة التحضيرية للكرنفال تساؤلات جدية حول مخاطر تفشي إنفلونزا الخنازير في المدينة، بسبب «حميمية» الكرنفال، واختلاط الحابل بالنابل، بعد الإعلان عن 559 إصابة في ألمانيا حتى الآن. وفي العادة، يجتذب الكرنفال، إلى جانب سكان المدينة، الملايين من سكان المدن الصغيرة والقرى القريبة، ممن هم أكثر صلة بالحيوانات من غيرهم.

ينطلق الكرنفال كل عام يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) في الساعة 11 و11 دقيقة و11 ثانية من ميدان «هويماركت».. ويحضره في العادة آلاف المواطنين الذين يتعاملون مع هذا اليوم كعطلة «غير رسمية». ويتنكر المشاركون في الكرنفال عادة في شتى الأشكال، ويستخدمون أقنعة مختلفة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن أقنعة الحماية الطبية من إنفلونزا الخنازير قد تفوق هذه المرة أعداد الأقنعة الأخرى، التي تتوزع ما بين قناع أوباما وقناع ساركوزي ولحية أسامة بن لادن.

ويتحدث الصيدلي دومينيك ريمر عن «جنون» في شراء أقنعة الحماية الطبية من الإنفلونزا. ويقول إنه طلب من شركات صناعة الأدوية تزويده بالمزيد منها. وترافق هذا الإقبال مع طلبات شراء صدريات الأطباء وأزياء الجراحين رغبة من البعض بالتنكر في شكل جراح.

من ناحية أخرى، تشهد مدن الكرنفال، وخصوصا كولون ودسلدورف وماينز، إقبالا شديدا على اللقاح المضاد للمرض قبل انطلاق الكرنفال. وتشكو هذه المدن من تأخر وصول ما يكفي من اللقاح إليها، في حين أغرقت مدينة برلين، غير الكرنفالية، باللقاح.

وحذر الطبيب كورس برينر من انتشار «انفجاري» لإنفلونزا الخنازير بفعل الكرنفال الذي تتبادل به القبل بالمجان. وقال برينر إن التجمعات الهائلة في المقاهي والبارات تجعل من المتعذر على أصحاب هذه المحلات غسل الكؤوس جيدا وتعقيمها وفقا للتعليمات. وطالب برينر بإلغاء الكرنفال هذا العام تحسبا لما هو أعظم.

من ناحيتها، طالبت سيغفريد كريبز، المتحدثة الرسمية باسم لجنة الكرنفال، بتقليل القبل إلى أقصى حد، وتعويضها بالاحتضان. وقالت إن على كل كرنفالي أن يقرر الطريقة التي يحمي بها نفسه، وطلبت إخفاء قناع الحماية الطبية قدر الإمكان تحت القناع التنكري.