اتجاه بريطاني لإلغاء مادتي التاريخ والجغرافيا في المدارس

الأمير تشارلز ينتقد خطط تطوير مناهج المدارس الابتدائية

TT

بعد «الكلام مع النبات» وخوض غمار الجدل البيئي وانتقاد الحداثة في الهندسة المعمارية وعدد من القضايا التي أثارت في بريطانيا جدلا في الصحافة الشعبية والجادة على حد سواء، انتقل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، بالأمس، إلى حلبة مواجهة جديدة.

هذه المرة، يخوض الأمير الذي يرفض أن يكون مجرد شخصية بروتوكولية ويصر على أن يمارس حقه في إبداء الرأي مثله مثل أي مواطن بريطاني، معركة مع وزارة التربية والتعليم التي تخطط لإلغاء تعليم الجغرافيا والتاريخ وبعض المواد الأخرى بالوسائل التقليدية في المدارس الابتدائية. ونشرت صحيفة «لندن إيفننغ ستاندارد» أمس تصريحا لبيرنيس ماك كايب، وهي مستشارة مقربة من الأمير تشارلز بجانب كونها مسؤولة تربوية، قالت فيه إنه حريص جدا وبحماسة شديدة على حماية التراث التاريخي و«درر» الأدب الإنجليزي. الجدير بالذكر أن إد بولز، وزير التربية وأحد كبار معاوني رئيس الحكومة غوردن براون كان قد أعلن مؤخرا خططا تنوي وزارته بموجبها إلغاء المواد التقليدية بشكلها الحالي وبأسلوب تعليمها الراهن في المدارس الابتدائية، وسيستعاض عنها بست بمواد أكثر شمولية وتفاعلا مع القضايا الاجتماعية المفهومية تقع ضمن ستة أطر، من ضمنها الفهم الجغرافي التاريخي الاجتماعي. وكمثال على هذا الإطار، سيستعاض عن تدريس مادتي الجغرافيا والتاريخ كما تدرسان عبر الكتب العادية حاليا، بتدريس أطفال في سن الخامسة الجغرافيا عبر مواقع إلكترونية مثل «غوغل إيرث» الجغرافي، كما سيتناول الإطار المفهومي الاجتماعي مسائل كالانحباس الحراري. أما الأطر الخمسة الأخرى التي تشملها الخطط المقترحة فهي: فهم اللغة الإنجليزية والتواصل واللغات، وفهم الرياضيات، وفهم الفنون، والتربية البدنية والصحة والعافية، والفهم العلمي والتقني. وفي حوار ماك كايب مع الصحيفة المسائية اللندنية قالت بسخط إن المقترحات المطروحة من شأنها «تحويل المدارس إلى حدائق مفهومية ذات طبيعة عولمية»، وانتقدت ما تعتبره إفراطا في تلقين التلامذة مهارات معينة على حساب تزويدهم بالمعلومات التاريخية والعلمية والأدبية الكلاسيكية.