صور المآذن على بطاقات أعياد الميلاد في النمسا

في رد فعل شبابي رافض للتصويت السويسري

TT

أثار التصويت لحظر بناء مزيد من المآذن في سويسرا رد فعل معاكس عند قطاع من الشباب في النمسا، سرعان ما تمت ترجمته عمليا بصورة مفاجئة وغير مسبوقة. إذ استغلت جماعات من الشباب النمساوي المناهض للعنصرية فترة أعياد الميلاد ورأس السنة وأجوائها الاحتفالية باستخدام صور للمآذن كأساس للزينة المستخدمة والمواكبة للمناسبة.

فقد نشطت هذه الجماعات التي تعتبر تصويت «الجيران» السويسريين مجافيا لمبدأ حرية العبادة التي هي مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان، في توزيع وتبادل ملصقات ملونة ومختلفة الأحجام لمآذن على شكل بطاقات معايدة، بالإضافة إلى بناء مجسمات على أشكال مساجد صغيرة تعلوها مآذن مزخرفة وبأشكال وألوان متنوعة تتدلى من سقوف حجراتهم وصالات تجمعاتهم وكأنها ثريات.. رافعين معها شعار «فلتزين سقفي مئذنة». كما يعمد آخرون إلى رسم أشكال مساجد بمصابيح متعددة الألوان على زجاج نوافذ منازلهم. والمعروف أن العائلات في أوروبا عموما، وفي النمسا بشكل خاص، تتنافس في تزيين نوافذها ومنازلها بأنواع مبتكرة وأخرى تقليدية من أنواع الزينة والأنوار الملونة، مما يكسب المنظر العام للأحياء والطرقات روعة وبهجة تكتمل بانتشار أشجار الميلاد في حلل كاملة الزينة. واليوم تنضم مجسمات المآذن والمساجد ورسومها الضوئية إلى أنواع الزينة الموسمية المتعددة.

وفي حوار مع «الشرق الأوسط» شرح بعض هؤلاء الشباب كيف بدأت فكرتهم صغيرة، ثم أخذت تنتشر بحيث أصبح لهم صفحة وأصدقاء على موقع «فيس بوك» يتبادلون عبره التصميمات والأفكار الداعمة لحق كل الأديان في التعبير عن معتقداتها، طالما لم يتعارض ذلك مع حقوق الآخرين، وطالما احترمت كل جماعة الجماعات الأخرى. وأضافوا أن عددا من الشباب السويسري الجنسية أصبح أيضا من أشد المتحمسين لفكرة المآذن كزينة لأعياد الميلاد، بما في ذلك صنعها كحلويات من الشيكولاتة ومخبوزات تدخل في صنعها المكسرات وجوز الهند، وتفوح منها النكهات الشرقية من الهال (الحبهان) والقرفة والقرنفل.. بدلا من أن تبدو المآذن كصواريخ حربية على وشك الانطلاق، كما صورتها الإعلانات والملصقات العنصرية في سويسرا خلال حملة الاستفتاء.