الموسيقى.. الوسيلة المفضلة لملء أوقات الفراغ عند الألمان

ممارسة الرياضة في ذيل قائمة الأولويات

TT

يقول كونفوشيوس: «إذا أردت معرفة مدى ثقافة أمة فاستمع إلى موسيقاها»، وهو ما ينطبق تماما على الألمان، رغم أنهم لا يستمعون دائما إلى موسيقى ألمانية. إذ يستخدم أطباء ألمانيا اليوم موسيقى باخ وبيتهوفن لمعالجة الكثير من الأمراض النفسية المستعصية، كما يستخدمون سيمفونيات موتسارت لتنمية الزهور.

ففي استطلاع للرأي أعده «معهد أبحاث الاستهلاك» الألماني اتضح أن معظم الألمان يفضلون تمضية أوقات فراغهم في الاستماع إلى الموسيقى، وهي نتيجة إيجابية في عصر تسود فيه ألعاب الكومبيوتر وأفلام العنف وشاشات التلفزيون. وجاء في الاستفتاء، الذي شمل 20 ألف ألماني من مختلف الأعمار والأجناس والأصول، أن نسبة 78% منهم جعلت على رأس أولويات ملء أوقات فراغهم الاستماع إلى الموسيقى. وكانت نسبة «السمّيعة التقليديين» عالية في هذا المجال، لأن نسبة 53% قالت إنها تفضل الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية.

وعدا عن الزعم الشائع عن انغلاق الألمان على بعضهم، وتشبثهم الدقيق بالمواعيد، جاء في المرتبة الثانية، وبنسبة 71% استقبال الضيوف. ثم بنسبة 67% قراءة الكتب، ثم بنسبة 65% التنزه في المدن أو التجوال في الغابات، ثم بنسبة 64% الاعتناء بالأسرة، لا سيما الأطفال وتمضية أوقات ممتع معهم.

في المقابل، الشيء غير الحضاري في الموضوع هو أن ممارسة الرياضة في أوقات الفراغ جاءت في المرتبة الأخيرة (الثامنة) بين الأولويات بنسبة 44% فقط، يتقدم عليها الاعتناء بالحدائق والزهور (48%)، ومشاهدة برامج التلفزيون (50%)، ومتابعة شبكة الإنترنت (52%).

وواضح هنا أن «أبطال العالم في السياحة»، أي الألمان، بدأوا يفقودن حماسهم للسياحة بالتدريج، على الرغم من جوهم الماطر على مدى السنة. وظهر من الاستفتاء أن 55 مليون ألماني حجز محل سياحته، وإن لمرة واحدة، سلفا لعام 2010، لكن هذا يقل على أي حال بنسبة 3.7% عن العام الماضي. وكان معدل السياح قد انخفض عام 2009 بنسبة 4.1% عن العام الذي سبقه. وبرر معظم من شملهم الاستفتاء هذا التراجع بغموض المستقبل الاقتصادي في ظل الأزمة المالية العالمية الحالية.