ألمانيا: «الفانلة» القطنية «أثقل» على البيئة من الفيل

نظرية علمية طريفة

TT

يعود الفضل إلى البروفسور الألماني فريدريش شميدت - بليك وفريق عمله في وضع المعايير البيئية الحديثة للأشياء التي أطلقوا عليها اسم «حقيبة الظهر البيئية». ويدعو هذا المعيار للنظر إلى الأشياء من خلال استهلاكها للطاقة والمواد الطبيعية والضرر الذي تسببه إبان فترة زراعتها وإنتاجها، وليس من خلال ما تسببه من ضرر للبيئة بعد إنتاجها. على أساس «الحقيبة البيئية» قاس شميدت - بليك وزملاؤه، من معهد أبحاث البيئة في مدينة فوبرتال (غرب ألمانيا)، الوزن «الحقيقي» للكومبيوتر، فقالوا إن وزنه يزيد على 18 طنا بعدما احتسبوا كميات المواد والمياه والطاقة التي استخدمت إلى أن يصل إلينا الكومبيوتر بشكله في السوق. كما توصلوا إلى أن بنطالا من الجينز أكثر ضررا من البلاستيك، ذلك لأن البلاستيك يضر بالبيئة عند إنتاجه ولدى التخلص منه، في حين يبدأ الضرر الذي يسببه البنطال القطني بالبيئة، منذ زراعة القطن المصنوع منه، وطوال فترة تصنيعه. ولذا يقول شميدت - بليك حاليا إن وزن «الفانلة» القطنية أو الـ«تي شيرت» يزيد على وزن الفيل من ناحية الضرر البيئي، بعدما احتسب كميات المياه التي يستهلكها القطن، وكميات المياه التي تستعمل أثناء التصنيع، ويضاف إليها الأصباغ والقواصر... إلخ. وطبعا، لم ينس الباحثون أيضا أن يضيفوا إلى وزن «الفانلة» القطنية كل كميات المياه التي تستخدم لغسلها، وكميات الكهرباء اللازمة لكيها طوال فترة ارتدائها وحتى تلفها أو إهمالها. وبناء عليه، يقول الباحث البيئي إن الوزن «الحقيقي» لـ«التي شيرت» على هذا الأساس يبلغ 4583.70 كلغ. وبذلك فإن وزن السيارة «الحقيقي»، من الناحية البيئية، لا يختلف عن الوزن «الحقيقي» للكومبيوتر، لأن كميات المواد والطاقة المستهلكة في الإنتاج متقاربة، على الرغم من الاختلاف الرقمي بين وزني الجهازين، بل إن السيارة تظل أقل وطأة على البيئة من الكومبيوتر، لأنها تلوث البيئة عند الإنتاج والاستخدام، في حين أن الكومبيوتر يلوث البيئة عند الإنتاج والاستعمال، ومن ثم عند التخلص منه كنفايات خاصة. عدا عن ذلك، وفق حسابات المعهد، فإن الزراعة والصناعة تطلق ما بين 7 و9 كلغ من غاز ثاني أكسيد الكربون عند إنتاج كل «فانلة» قطنية، ويستهلك إنتاج «الفانلة» الواحدة 20 ألف لتر من الماء يذهب معظمها لسقي القطن المستخدم في صناعته، إذ يعد القطن من أكثر النباتات استهلاكا للماء في العالم خلال الفترة الممتدة بين زراعته وحصاده التي تستمر ما بين 8 و9 أشهر.