فرنسية ارتدت البرقع لمدة شهر في باريس لتكتب كتابا عنه

تقول إن الحرارة ترتفع خمس درجات إضافية وراء الحجاب

TT

على الطريقة الشائعة للصحافي الذي يتنكر في ثياب رثة، ويتسول على قارعة الطريق، لكي يخرج بتحقيق «واقعي» عن الشحاذين، ارتدت فنانة تشكيلية فرنسية البرقع لمدة شهر كامل، وتجولت في شوارع باريس لتسجل تجربتها في كتاب.

الكتاب الذي سيصدر الأسبوع المقبل عن منشورات «ميشالون» بعنوان «حجاب في شهر يونيو» لمؤلفته بيرجير لوفرانس، ونشرت الصحف مقاطع منه، نصه مثير. لكنه يسعى إلى تحقيق مبيعات سريعة أكثر منه شهادة اجتماعية أو دراسة حول التمييز بين الجنسين.

أما الكاتبة، التي تبلغ الأربعين من العمر، فتحرص على تقديم مغامرتها بالقول إنها لم تسعَ إلى إثبات حقيقة معينة بقدر ما كانت تريد خوض تجربة مختلفة أو تحد شخصي منفصل عن الخطاب السياسي والجدل الدائر الراهن حول البرقع في فرنسا. ونفذت المؤلفة فكرتها في يونيو (حزيران) الماضي، حين تحجبت بالكامل طوال الشهر، ونزلت إلى الشوارع والأماكن العامة، فاختلطت بالناس وحاولت التواصل معهم، ثم سجلت ملاحظاتها وما صادفته خلال التجربة على شكل يوميات مفصلة.

ولأن بيرجير لوفرانس فرنسية صميمة، ولا تنتمي إلى عقيدة محددة، فإن ما كتبته لا يعبر عن رأي مسلمة ترتدي النقاب في بلد أوروبي، وإنما هي انطباعات امرأة تخفي وجهها وتغطي جسمها بالكامل فلا يرى الآخرون أي تعبير من تعبيراتها. وبما أنها مشغولة باستكشاف «الفضاء الإنساني» - على حد تعبيرها – فقد جاءت تجربتها مع النقاب في سياق تجارب سابقة حول تعبيرات الثياب التي يرتديها الناس. وكانت تخطط لكل فكرة بتسجيلات مصورة بكاميرا صغيرة.

ولمزيد من الترويج للكتاب، وضع الناشر على الغلاف صورة للمؤلفة بالنقاب راكبة دراجة هوائية. كما سمحت بيرجير لوفرانس لمصوري الصحف الشعبية بالتقاط صور لها، تبدو فيها بالبرقع الأفغاني وهي تدخن سيجارة من خلال فتحات القماش المشبك الذي يخفي الوجه. وهي تقول إنها حالما نزلت إلى الشارع مرتدية هذا اللباس، فإن كل النظرات توجهت إليها في محاولة لتعريتها، فأحست بالخوف في الطريق العام، لأول مرة في حياتها. وكان هناك من يشير إليها بإصبعه ومن يسمعها عبارات جارحة، وتضيف: «كنت مثل سمكة في ماء مغلي، وشعرت كأنني معاقة لأنني لا أرى بشكل جيد، وعندما كانت درجة الحرارة تبلغ الثانية والثلاثين في الشارع فإنها كانت تزيد خمس درجات وراء غطائي».