قد تكون المدن والمنتجعات الأوروبية قد اعتادت خلال السنوات الأخيرة على فوضويي كرة القدم الإنجليز، المعروفين بـ«الهوليغانز». أما أن يطل عليها جيل جديد من الفوضويين، ولكن من جنود «جلالة الملكة»، فمسألة جاءت مفاجأة مزعجة للعاملين في أحد المطاعم في جزيرة لانزاروته، إحدى جزر الكناري التابعة لإسبانيا، كما أثارت استياء كبيرا في إسبانيا.
وكالة «د.ب.أ» نقلت عن صحيفة «إل باييس» الإسبانية الواسعة الانتشار، أن ما لا يقل عن ستة من العسكريين البريطانيين المخمورين دمروا موجودات مطعم أرجنتيني في بلدة كوستا تيجيس، في الجزيرة السياحية، وحولوه إلى أطلال، وضربوا أربعة من العاملين ضربا مبرحا استلزم نقلهم للمستشفى، وأثاروا الرعب بين زبائن المطعم. وقال طباخ المطعم (31 سنة)، الذي أخذ نصيبا لا بأس به من الضرب، لمراسل الصحيفة «لم يكف الجنود عن كيل الضربات لي.. حتى ظننت أنهم سيقتلونني».
أما عن ملابسات الواقعة، فقد أشارت إليها وسائل الإعلام الإسبانية بالقول إن الجنود البريطانيين الذين كانوا يشاركون مع زملاء لهم في مناورات تجري في الجزيرة، استشاطوا غيظا ولجأوا إلى العنف عندما طالبهم صاحب المطعم برد زجاجة خمر سرقوها. وبدأوا فورا في ضرب العاملين وتحطيم الطاولات والكراسي والنوافذ.
وألقت الشرطة الإسبانية القبض على الجنود، وأمرت قاضية إسبانية بالتحفظ عليهم على ذمة التحقيق، بينما رفع الضحايا خطابا إلى رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون يشكون فيه من «استعراض الجنود قوتهم على مدنيين عزل».