أطباء ألمان يعانون رهاب رصف السيارات

«يداوي الناس وهو عليل»

TT

تقول طرفة ألمانية: إن طبيبا دأب على نصح مريضه المدمن على المسكرات بالكف عن معاقرتها حفاظا على حياته، لكن الطبيب مات قبل المريض، لماذا؟ لأن المدمن دهس الطبيب بسيارته بالصدفة بينما كان يقود وهو ثمل.

يبدو أن هذا بالضبط ما كان يخشاه الدكتور فولغانغ ك. وهو طبيب من مدينة نويفيد، حين هاجم سيارة أحد جيرانه ليلا بعدما تركها صاحبها في مكان لا يصلح لوقوف أو رصف السيارات. وعمل الطبيب «متنكرا»، وهو في أشد حالات الغضب، على إفراغ العجلات من الهواء وكسر زجاج النافذة الجانبية. إلا أن الطبيب العامل في المستشفى القريبة لم يجد ما يتنكّر به لإخفاء شخصيته ليلا سوى صدرية وقبعة العمليات الجراحية. فقد أفاد شهود عيان من البيوت القريبة أنهم إنما تعرّفوا على الطبيب في الحال بسبب «تنكره».

الدكتور فولفغانغ، الغاضب جدا، اعترف فيما بعد أنه حاول تلقين صاحب السيارة «درسا» لأن الأخير لا يكف عن الشرب وقيادة السيارة ليلا، ومن ثم تركها في أماكن غير مخصصة لوقوف السيارات. لكن النيابة العامة لم تقتنع بتبريراته، وقررت مقاضاته بتهمتي «الانتقام الشخصي» لتحقيق العدالة وإلحاق الضرر بممتلكات الآخرين.

من ناحية ثانية، وبسبب «رهاب رصف السيارات» (الباركوفوبيا) أيضا، حكمت محكمة لومبورغ، في الولاية نفسها الواقعة في غرب ألمانيا، على طبيب متقاعد بالسجن لمدة 8 سنوات بسبب هجومه على سائق سيارة أجرة (تاكسي) أوقف سيارته بطريق الخطأ قرب بيت الطبيب. إذ هاجم الطبيب المسن (71 سنة) سائق التاكسي بسكين صدئة وأصابه بعدة جروح. وهنا، أيضا، لم تترفق المحكمة بالطبيب وذلك لسوابقه مع شركة لتأجير سيارات الأجرة يقع مكتبها مقابل بيته، إذ سبق له أن هدّد بقتل عدد من السائقين، وبعض الجيران أيضا، وكل ذلك بسبب الخطأ في رصف السيارات قرب بيته.